سوريا وتركيا.. الاستعانة بـ"صديق" على طريق تطبيع العلاقات
جهود حثيثة تبذلها كل من سوريا وتركيا لعودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، بعد قطيعة دامت 12 عاما.
ومن ضمن هذه المساعي اجتماع مرتقب تستضيفه العاصمة الروسية موسكو في شهر أبريل/نيسان المقبل، يضم نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا لبحث استئناف الاتصالات بين أنقرة ودمشق، المتوقفة منذ بدء الأزمة في سوريا في 2011.
وطوال العام الماضي، شجعت روسيا، الحليف القوي للرئيس السوري بشار الأسد، الجانبين على عقد عدة اجتماعات كخطوة نحو إعادة العلاقات بين الدولتين الجارتين إلى طبيعتها.
الأسد يتحفظ على لقاء أردوغان
ولكن تلك اللقاءات، سواء التي عقدت أو المرتقبة، لم تغير في موقف الرئيس الأسد الذي استبعد في وقت سابق من الشهر الجاري أي لقاء مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حتى تسحب أنقرة قواتها من شمال سوريا.
وبحسب مسؤول تركي كبير فإن الاجتماع الذي سيعقد يومي 3 و4 أبريل/نيسان في موسكو سيبحث الوضع على الأرض في سوريا خلال الثالث والرابع من أبريل/نيسان المقبل في موسكو.
وقال المسؤول "من المتوقع أن يكون هذا الاجتماع استمرارا للاجتماعات على مستوى الوزراء التي بدأت خلال عملية استئناف العلاقات".
وأضاف: "مع هذا، وبما أنه لن تكون هناك مشاركة على مستوى الوزراء، وسيكون الاجتماع على المستوى الفني، فمن غير المتوقع اتخاذ قرارات مهمة".
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أجرى وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا مباحثات في موسكو تناولت تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتوسعت المحادثات الثلاثية بعد ذلك لتشمل إيران الحليفة الأخرى للأسد، والتي أيدت علنا التقارب.
وأٌرجئ اجتماع لنواب وزراء خارجية الدول الأربع كان مقررا في مارس/آذار الجاري.
تركيا تهدد
ولم يمنع هذا التقارب تركيا من التحذير في يناير/كانون الثاني الماضي من أنها قد تشن عملية عسكرية برية في سوريا "في أي وقت".
وقال المستشار القريب من الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن "شنّ عملية عسكرية برية في سوريا ممكن في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة".
من جانبه، علق الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق على لقاءات مسؤولين أتراك وسوريين قائلا إنه "لكي تكون هذه اللقاءات مثمرة، فإنها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا، من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات".
كانت تركيا قد أرسلت قوات إلى معظم شمال سوريا خلال الحرب، ودعمت المعارضة السورية.
وتنفذ تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا، تقول إنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تحظره، فيما تعتبر دمشق الوجود العسكري التركي "احتلالاً".
وقبل الأزمة السورية، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لدمشق، وربطت علاقة صداقة بين الرئيسين التركي أردوغان والسوري الأسد، إلا أن تلك العلاقة "انقلبت رأساً على عقب" في 2011.
إذ دعت تركيا حليفتها سوريا آنذاك إلى إجراء "إصلاحات سياسية"، إلا أن الأخيرة لم تستجب، ما دفع أنقرة للتصعيد ومطالبة الأسد بالتنحي عن الحكم، كما دعمت فصائل المعارضة المسلحة.
ويأتي التقارب بين أنقرة ودمشق قبيل الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في مايو/أيار المقبل، والتي يتوقع أن تشهد منافسة محتدمة.
ويبدو أن أردوغان يريد إتمام تطبيع العلاقات مع سوريا في أسرع وقت، لاستغلال الأمر كورقة انتخابية قد تحسم السباق الرئاسي لصالحه، في ظل منافسة شرسة متوقعة من المعارضة.