بعد 8 أيام من إعلان موسكو.. السلام في سوريا يصطدم بالواقع
"إعلان موسكو"،كان بمثابة خارطة طريق لإنهاء الأزمة السورية، لكن شهدت الساحة السياسية والعسكرية تطورات متلاحقة تهدد مسار هذا التوجه
جاء "إعلان موسكو" الذي تم الإعلان عنه في 20 ديسمبر/ كانون الأول بمثابة خارطة طريق لإنهاء الأزمة السورية، لكن شهدت الساحة السياسية والعسكرية تطورات متلاحقة، تضمنت ما يمكن أن يهدد مسار هذا التوجه السلمي الذي توافقت عليه روسيا وتركيا.
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، قال إن خبراء من روسيا صاغوا وثيقة "إعلان موسكو" لوقف إطلاق النار، وأكد أن شركاء هذا الإعلان لديهم نفوذ حقيقي على الأرض، وهو ما كانت تفتقده أمريكا.
لكن، طفت العراقيل مجدداً بين "شركاء موسكو"، حيث قال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، إن بلاده لن تتراجع عن معارضتها لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، مشدداً على أن "العملية العسكرية التركية في الشمال السوري لن تتوقف".
ودائماً ما تقول تركيا، إن هذه العمليات هدفها طرد تنظيم داعش، بينما يكشف سير العمليات العسكرية التركية أنها لا تستهدف داعش وحدها، لكن تستهدف الأكراد أيضاً، لقتل الطموح الكردي على الحدود السورية التركية.
وهنا، جاء الرد سريعاً من جانب داعش، حيث قال الجيش التركي، إن 30 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب آخرون بجروح بعد أن شن التنظيم الإرهابي هجوماً بمدينة الباب السورية على الحدود التركية، لمنع الناس من الهرب.
وتأتي أهمية مدينة الباب، لكونها حصن مقاتلي المعارضة السورية التي تدعمها القوات التركية، ويحاصرها تنظيم داعش منذ أسابيع رغم عملية "درع الفرات" التي بدأتها تركيا في أغسطس/آب لطردهم ومقاتلين أكراد من المنطقة الحدودية بين سوريا.
الأمر لم يكن مجرد عمل إرهابي، بل عملية كشفت عن فشل القوات المسلحة التركية في التعامل مع عناصر داعش، وهو ما تجسد في دعوة تركيا أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، إلى تقديم دعم جوي لفصائل المعارضة التي تدعمها أنقرة وتحاصر مدينة الباب السورية، أملاً في طرد الإرهابيين منها.
في المقابل، تحركت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها باتجاه الأزمة في محاولة للدخول كطرف فاعل على الأرض، وهو ما بدا واضحاً في قرار الولايات المتحدة بتخفيف بعض القيود على تسليح المعارضة السورية، وهو ما اعتبرته موسكو دعوة لمزيد من القتل.
يتضح من العرض السابق، أن التحرك داخل المسرح العسكري والسياسي السوري، شهد تغيراً في طبيعة التحالفات التي من شأنها إنهاء الأزمة المستعرة منذ نحو 5 سنوات، لكنها أيضاً تواجه بالعديد من العراقيل أبرزها الموقف من بقاء بشار الأسد في التسوية المستقبلية، فضلاً عن دعم أمريكا للمعارضة المسلحة.