وقف إطلاق النار في سوريا.. نهاية للحرب أم للثورة؟
القيادة التركية وضعت فصائل المعارضة السورية المسلحة أمام حقيقتها الراهنة بعدم امتلاكهم أي أوراق للتفاوض وضرورة قبولهم بالحل السلمي.
وضعت القيادة التركية فصائل المعارضة السورية المسلحة أمام حقيقتها الراهنة بعدم امتلاكهم أي أوراق للتفاوض وضرورة قبولهم بالحل السلمي، وقالت تركيا "لقد هُزمتم بسقوط حلب وما عدتم تملكون أوراقا للتفاوض، لذلك عليكم أن تقبلوا بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة والذهاب إلى "الحوار".
ما تم في الغرف المغلقة ترددت أصدائه في العلن بتأكيد تركيا التوصل إلى اتفاق على خطة لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل، حسبما أفادت وكالة الأناضول التركية الحكومية، الأربعاء، فيما احتفظ الكرملين بمساحة للمناورة بعدما أعلن من جانبه أنه لا يملك معلومات بهذا الخصوص.
المعارض السوري ميسرة بكور قال لـ"العين"، إن مصادر شاركت في اجتماعات الفصائل المسلحة في أنقرة نقلت إليه جانبا من الضغوط التركية، وأبلغوهم صراحة بضرورة القبول بمؤتمر الأستانة بسبب أن "المعارضة هُزمت بخسارتها حلب وعليها قبول وقف إطلاق النار دون شرط والذهاب لحل سياسي بناء على إعلان موسكو وليس إعلان جنيف، وفك الارتباط مع الفصائل المسلحة المصنفة كتنظيمات إرهابية".
وأشارت الأناضول إلى أن تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل، وأن الخطة في حال نجاحها ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في قازاخستان.
ورحب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، رياض حجاب، بالدعوة إلى التفاوض لحل الأزمة في سوريا في إشارة إلى مؤتمر الأستانة الشهر المقبل، واصفاً ذلك بالجهود الصادقة للسلام.
وهنا علق "بكور" قائلاً، إن الهيئة العليا للمفاوضات والمعارضين المستقلين يرحبون من حيث المبدأ بأي جهد للتوصل إلى حل سياسي، لكن هذا الترحيب يجب أن يكون واضحاً، فهناك قبول نقبل بمفاوضات وليس مجرد حوار، وتلك المفاوضات يجب أن تستند لمقررات بيان جنيف والقرار الأممي رقم 2112 بهدف التوصل لانتقال سياسي "لا يشمل الأسد".
لكن على ما يبدو ثمة أسباب تدفع البعض للاعتقاد بأن المحرقة في حلب يمكن أن تنتج حلاً سياسياً يصب لصالح النظام وحلفائه روسيا وإيران، بعد أن بدل الرئيس التركي موقعه من وسط المعركة إلى الجبهة الأخرى بسبب الدور المتنامي للأكراد، خشية بناء دولة كردية شمالي سوريا.
ويرجح "بكور" أن يقبل من وصفهم بأمراء الحرب الجدد في سوريا وملوك الطوائف بالرضوخ للضغوط التركية والقبول بحل سياسي، تحت سقف أكثر انخفاضاً مما عرض قبل سنوات على المعارضة السورية.
فيما يراهن المعارض السوري وغيره من قادة المعارضة السورية على الموقفين السعودي والأمريكي في مسعى لإحباط الخطة الروسية لتصفية الثورة السورية، وقال إن الأمل المتبقي هو أن تنجح واشنطن والرياض في إقناع عمان بفتح جبهة الجوران على الحدود السورية الأردنية مجدداً أمام قوى المعارضة المسلحة.
وكانت روسيا توافقت مع الأردن منذ انخراطها في الحرب السورية أواخر العام الماضي على تبريد جبهة حوران في محافظة درعا المتاخمة للعاصمة السورية دمشق.
وبينما يستعد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، لمغادرة البيت الأبيض منتصف الشهر المقبل يعول معارضون على إمكانية أن يلقي أوباما بثقله لتغيير دفة المعارك مجدداً قبل الوصول للأستانة وانتزاع اتفاق لا ينهي الحرب وإنما الثورة في سوريا.