بالصور: 2016 عام أسود على آثار سوريا
عام 2016 في سوريا لم يكن فقط مزلزلا لشعبها، وإنما طال كذلك آثارها ووجهاتها الحضارية، فقد تعرضت العديد من المواقع الأثرية السورية،"العين" ترصد أبرز المواقع التي تعرضت للخراب هذا العام.
عام 2016 في سوريا لم يكن فقط مزلزلا لشعبها، وإنما طال كذلك آثارها ووجهاتها الحضارية، فقد تعرضت العديد من المواقع الأثرية السورية، التي تبلغ 4500 موقع، إلى الدمار والنهب من قبل العصابات المسلحة المتطرفة، رغم أنها تعد مركزًا أصيلا لأقدم الحضارات على وجه الأرض، بدءا من السومرية والأكادية مرورا بالكنعانية والحيثية وحتى البيزنطية والعربية.
تقارير صادرة عن جهات رسمية في سوريا، رصدت أن 758 موقعًا ومبنى أثري تضرر في سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011، منها 6 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق القديمة، حلب القديمة، مدينة بصرى القديمة، مدينة تدمر، المدن المنسية، وقلعتا صلاح الدين والحصن.
كانت محافظة حلب على رأس المدن التي تعرضت آثارها للدمار، وكان عدد آثارها 280 أثرا، تليها محافظة حمص (114 أثرًا)، ثم دير الزور (83 أثرًا)، فدرعا (77 أثرًا)، تليهم إدلب، والحسكة، ودمشق وريفها، ثم اللاذقية، وطرطوس.
واحتلت دور العبادة قائمة الآثار المدمرة بـ 100 دار، يليها 38 سوقًا، 22 خانًا، 21 قلعة، 13 قصرًا، 11 مدرسة، 10 حمامات، 9 متاحف.
فيما يلي أبرز المواقع التي تعرضت للدمار هذا العام:
مدينة حلب القديمة
مدينة حلب القديمة بأحيائها وأسواقها التاريخية والتراثية، التي يمتد تاريخها لألاف السنوات، تم ادراجها ضمن مواقع التراث العالمي، وتحديدا عام 1986 بتسجيلها بلائحة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة.
ورغم ذلك فهي تأتي على رأس المواقع الأثرية التى تعرضت للتدمير والضرر نتيجة القصف العشوائي، ومن الأحياء التي تضررت بها "حي الألمجي – حي تراب الغرباء – حي المشاطية – حي قارلق"، مما أدى إلى تدمير سوق حلب القديم الذي يضم العديد من المتاجر التاريخية التى ترجع إلى مئات السنين، ومحور ساحة فرحات، وساحة التنانير، ومحور أقيول، وخان الحرير، والسبع بحرات، وقسطل حرامي".
بالإضافة إلى أضرار بالغة فى الأبواب التاريخية في المدينة مثل " باب قنسرين- باب أنطاكية- باب الحديد- باب النصر ".
الجامع الأموي
كما تعرض الجامع الأموي الأثري للتدمير، وهو رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، وأحد أفخم المساجد الإسلامية من حيث الطراز المعماري، وأحد أبرز عجائب الفن الإسلامي والمعماري في العالم، وأهم الشواهد التاريخية على العصور الإسلامية المتعاقبة طوال 1300 عاما مضت، وجزء من مواقع التراث العالمي منذ 30 عاما، وأعظم وأكبر المساجد الباقية بالمدينة، نسبة إلى بنائه في العصر الأموي في عهد الوليد بن عبد الملك عام 715- 717.
كما تعرضت العديد من البيوت التاريخية والأثرية فى المدينة للدمار مثل " بيت غزالة " الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر للميلاد، و "بيت اجقباش- دار قطر أغاسي أو" مدرسة سيف الدولة ".
علاوة على انهيار وتدمير العديد من المباني التاريخية فى المدينة القديمة مثل " دار الإفتاء والتدريس الديني، حمام النحاسين، خان بوخة، سوق الجوخ، سوق الدهشة، خان الوزير، المطبخ العجمي، نزلة خان الحرير، السراي الحكومي، فندق كارلتون، بالإضافة إلى تعرض كلا من" السويقة، سوق الدهب، سوق النسوان، سوق اسطنبول " إلى الأضرار المختلفة.
متحف حلب الوطني
كان متحف حلب الوطني في مرمى الصواريخ والقذائف المتفجرة، التي أطلقتها العصابات المسلحة المتطرفة، وأدى ذلك إلى حدوث أضرار بالغة في البنية الإنشائية للمتحف، بالإضافة إلى تدمير جزئي في السقف البيتوني في أماكن متفرقة من المتحف، وأضرار كبيرة في البنى التحتية والأبواب الخارجية ومكاتب الموظفين وأمناء المتاحف، وتدمير غرفة المولدات وأجزاء من السور الخارجي .
يعد متحف حلب الوطني الذى أنشيء فى عام 1931 أحد أهم المتاحف في سوريا، نظرا لكنوزه الاثرية الهامة سواء على مستوى تاريخ حلب أو التاريخ العالمي، بالإضافة إلى تميزه بالأثارالنادرة من حقبة ماقبل التاريخ .
المواقع الأثرية المتضررة في ريف حلب
قلعة سمعان الواقعة في ريف حلب الغربي واحدة من أهم المعالم السياحية الأثرية في سوريا، حيث كانت مقصداً للحجاج المسيحيين من الشرق والغرب وكانت قلعة سمعان كنيسة تعود لعام 490 ميلادي، وتعتبر من أروع الإنجازات المعمارية في عهد الإمبراطور الروماني زينون.
تعود قلعة سمعان المسجلة على لائحة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2011 إلى الفترة البيزنطية، وهى عبارة عن كنيسة تم بناؤها عام 476- 490 م، على يد الامبراطور البيزنطي " زينون "، وسميت نسبة للقديس سمعان، وعندما فتح العرب سوريا أبقوا الكنيسة فى يد المسيحيين، و استطاع البيزنطيون احتلال الكنيسة مرة أخرى بعد ضعف الحكم الإسلامي في سوريا، وأقاموا حصنا كبيرا، وتحولت الكنيسة إلى قلعة تسمى قلعة سمعان، وظلت لمدة قرن تحت سيطرة البيزنطيون، وفي عام 986 م تمكن الأمير" الحمداني سعد الدولة ابن سيف الدولة" من استعادة قلعة سمعان بعد حصار استمر ثلاثة أيام، وفي عام 1017 م نجح الفاطميون في السيطرة على قلعة سمعان .
تل طابان
تل طابان تعرض لأضرار كبيرة وأعمال إجرامية من قبل عصابات الآثار، خلال فترة سيطرة داعش واحتلاله لهذا الموقع، من هذه الأضرار إحداث ثلاثة أنفاق في جسم التل في جهته الغربية والشمالية، وبلغ طول هذه الأنفاق إلى عشرين متر.
يضم التل تنوعا حضاريا وتاريخيا كبير، أبرزها اكتشافات تعود لفترة عصر الأورك الوسيط، واكتشافات تعود إلى الفترة البابلية القديمة حوالي القرن 17 ق م، وكذلك الفترة الآشورية الوسيطة في القرن الثاني عشر ق م، والاشورية الحديثة، ثم الفترة الهلنستية، وأخيرا العربية والإسلامية .