وادي بردي.. السر وراء خرق الأسد للهدنة
رغم صمود الهدنة التي رعتها روسيا وتركيا في سوريا في أكثر من مدينة، استمر القصف من جانب النظام السوري لإخراج المعارضة من وادي بردى.
رغم صمود نسبي للهدنة التي تبنتها روسيا وتركيا في سوريا، استمر القصف وتواصلت المعارك من جانب النظام السوري وحزب الله لإخراج المعارضة المسلحة من وادي بردى الواقعة شمال غرب دمشق، فهل يؤدي ذلك إلى سقوط الهدنة التي أقرها مجلس الأمن الدولي؟
منذ أكثر من أسبوع، بدأت قوات النظام السوري هجوما للسيطرة على منطقة وادي بردى التي تعد مصدرا رئيسيا لمياه دمشق.
وخلال المعارك، تعرضت إحدى مضخات المياه لانفجار، تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد السوري، وتشهد العاصمة منذ نحو 10 أيام انقطاعا تاما في خدمة المياه.
وأعلن مسؤول بالمعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات سورية استأنفت قصف وادي بردى، اليوم الأحد، بعد نحو 24 ساعة من توقف الغارات.
كما هددت المعارضة، أمس السبت، بالتخلي عن اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة إذا واصلت الحكومة السورية وحلفاؤها انتهاكه.
وقال المرصد السوري والإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة السورية إن المئات من المدنيين غادروا الوادي في اليوم السابق قاصدين مناطق قريبة خاضعة للحكومة.
ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثالث، لم تتوقف المعارك المتقطعة والقصف في بعض الجبهات على رغم تراجع حدتها، ما دفع الفصائل المعارضة إلى اتهام قوات النظام بانتهاك الهدنة والتلويح بإلغاء الاتفاق ما لم تتوقف الانتهاكات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بأن "الهدوء لا يزال يسود على معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار" مشيرا في الوقت ذاته إلى "خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها".
وتحدث المرصد عن "غارات نفذتها طائرات حربية سورية، صباح الأحد، على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي" وتسببت بسقوط جرحى، وذلك بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في المنطقة ذاتها.
ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى 4 مدنيين و9 مقاتلين وفق المرصد.
كما استمرت، اليوم الأحد، الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في منطقة وادي بردى قرب دمشق.
ولفت المرصد إلى أن المعارك دفعت المئات من النساء والأطفال إلى النزوح، أمس السبت، من المنطقة باتجاه ريف دمشق.
كما أفاد المرصد عن معارك في الغوطة الشرقية لدمشق بين قوات النظام وفصائل موقعة على الاتفاق بينها جيش الإسلام.
وردت الفصائل المقاتلة على الانتهاكات بإطلاق أكثر من 20 قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب شمال غرب، التي تعد المعقل الأبرز للفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام بعد خسارة المعارضة لمدينة حلب مؤخرا.