لتعزيز قدرات جيش سوريا.. مذكرة تفاهم بين دمشق وأنقرة للتعاون الدفاعي

مذكرة تفاهم في المجال الدفاعي وقعتها تركيا وسوريا اليوم الأربعاء.
قالت وزارة الدفاع التركية إن وزيري الدفاع التركي والسوري وقعا مذكرة تفاهم بشأن التدريب والمشورة العسكرية بعد محادثات في أنقرة اليوم الأربعاء.
والتقى وزير الدفاع التركي، يشار غولر، بنظيره السوري مرهف أبو قصرة، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية حسين السلامة في أنقرة اليوم.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنه "عقب الاجتماع، الذي تناول قضايا الدفاع والأمن الثنائي والإقليمي، وقّع غولر ووزير الدفاع السوري مذكرة تفاهم للتدريب والمشورات العسكرية المشتركة".
وكان البلدان يتفاوضان على اتفاق تعاون عسكري شامل منذ شهور، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأوضحت وكالة الأنباء السورية أن "اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين البلدين تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري، وتطوير مؤسساته، وهيكليته، ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل".
وتشمل الاتفاقية، بحسب المصدر ذاته، "التبادل المنتظم للأفراد العسكريين - التدريب على المهارات المتخصصة - مساعدة فنية".
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إن "سوريا الجديدة بدأت تشق طريقها نحو التعافي والبناء على مختلف الأصعدة رغم التحديات الكبيرة والتهديدات الإسرائيلية التي تستهدف سيادتها الوطنية"، مشدداً على أهمية التعاون الإقليمي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة "نواجه اليوم تحديات جديدة لا تقل خطورة عن تلك التي واجهناها خلال سنوات الحرب، وفي مقدمة هذه التحديات تأتي التهديدات الإسرائيلية المتكررة التي تمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة السورية من خلال غارات تستهدف البنية التحتية وتعرض أمن المواطنين للخطر، رغم إطلاقنا لمحادثات تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة".
وتابع الشيباني قائلا إنه "نواجه تدخلات خارجية متعددة بعضها مباشر، وبعضها غير مباشر، تسعى إلى إضعاف الدولة السورية وإلى خلق وقائع تقسيم هشة، في محاولة لدفع البلاد نحو فتنة طائفية ومناطقية، لكن نعول على وعي شعبنا الذي كان وسيبقى واحداً مهما حاول البعض تفتيته أو تمزيق وحدته الوطنية".
الشيباني قال كذلك إنه "ناقشنا اليوم مع الجانب التركي جملة من القضايا الثنائية والإقليمية، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن ما يجمع سوريا وتركيا الكثير من المصالح والتهديدات على حد سواء، وتناولنا سبل تعزيز التعاون السياسي لدعم مسار العملية السياسية في سوريا ودعم الاستقرار، وكذلك آفاق الشراكة الاقتصادية التي تسهم في إعادة الإعمار والتنمية، كما أكدنا على ضرورة التنسيق الأمني والعسكري لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب".
وردا على سؤال حول الأحداث الأخيرة في مدينة السويداء السورية، أكد الشيباني أن "السويداء مدينة سورية وأهلها سوريون، وحمايتهم هي مسؤولية الدولة"، معتبرا أن ما حدث في السويداء هو أمر مفتعل من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية.
وقال: "نحن على تواصل مباشر مع النخب المجتمعية ومشايخ العقل، وندعو إلى دعم المسار التصالحي الذي يؤمن السلم المجتمعي ويحافظ على رمزية السويداء كبعد تاريخي ووطني من تاريخ سوريا، وسنتجاوز في القريب العاجل هذه التحديات، ونؤكد لأهلنا الدروز أنهم جزء حقيقي من المجتمع والشعب السوري ولا نقبل إقصاءهم أو تهميشهم في أي عملية ابتزاز أو استغلال من أي جانب سواء كان من الإسرائيلي أو غيره، كما ندعو العقلاء والنخب الدرزية والنخب من كل الشرائح في السويداء إلى تغليب لغة العقل وفسح المجال للدولة كي تأخذ دورها".
وشدد الشيباني على أن الدولة السورية ملتزمة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات التي حصلت في السويداء، وتدين هذه الانتهاكات وترفضها جملة وتفصيلاً.
وقال إن "هذه الفترة من تاريخ سوريا حرجة جداً حيث نعيد ترميم المجتمع السوري وبث الفتنة والتفرقة بين جميع مكوناته، فسوريا لجميع السوريين بمختلف عقائدهم الدينية والثقافية والعرقية".
بدوره، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على ضرورة دعم الحكومة السورية في مساعيها لتحقيق الاستقرار والتنمية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكداً أهمية التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والمؤامرات التي تحاك ضد سوريا.
وقال فيدان إنه "منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي تم فتح صفحة جديدة وإغلاق صفحة من سيلان الدم والحرب، وبذلك فتح باب الأمل والتفاؤل أمام جميع السوريين وأمام دول المنطقة، حيث بدأت وفود اللاجئين والنازحين السوريين بالعودة إلى وطنهم، كما بدأت العديد من المشاريع في قطاع الطاقة والكهرباء، إضافة إلى الكثير من المشاريع التنموية".
وأكد وزير الخارجية التركي وجود مساع إسرائيلية لإضعاف سوريا، وخلق أجواء من الفوضى وعدم الاستقرار لتحقيق أهدافها، مشدداً على أن السياسة الإسرائيلية المتبعة لنشر الفوضى وإبقاء الدول المجاورة لها في حالة ضعف لن يحقق لها الاستقرار.
وقال إن "الخطوات التي تخطوها إسرائيل عبر احتلال دول أو الاعتداء عليها تؤدي إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى تأثيرات سلبية على إسرائيل نفسها".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز