لم تتأخر دولة الإمارات لحظة واحدة عن إغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/شباط الماضي.
وفي إطار دورها الإنساني، وبتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، وصلت الطفلة السورية "شام" وشقيقها "عمر" إلى أبوظبي لتلقي العلاج اللازم، وذلك في إطار اهتمام الشيخة فاطمة بتوفير العلاج والرعاية الصحية للمصابين ذوي الحالات الحرجة الذين تضرروا جراء الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
وبناء على توجيهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تقتضي سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة، قام الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع مستشفى برجيل بتشكيل فريق طبي متخصص لـ"شام" وشقيقها وتوفير العلاج العاجل لهما في مدينة برجيل الطبية؛ حيث تم التعاون لإعداد طائرة طبية خاصة قامت بنقل الطفلة شام (9 سنوات) والطفل عمر (15 سنة) إلى أبوظبي.
وكان في استقبال الطفلين، كل من الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، وحمود الجنيبي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي، وسلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، والدكتور شمشير فاياليل المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "في بي أس للرعاية الصحية" في دولة الإمارات.
الطفلة "شام" كانت مهددة بالوفاة
وبعد وصول الطفلين إلى مستشفى برجيل، تم القيام بإجراء العمليات الجراحية اللازمة بقيادة الدكتور مايكل أوغلو، حيث كانت حياة الطفلة "شام" مهددة بالوفاة نتيجة غرغرينا تفشت في الجزء السفلي من الجسم، وكذلك تم إنقاذ شقيقها "عمر".
وأكد الدكتور أوغلو أن الفريق الطبي بذل أقصى جهده للحفاظ على حياتهما وأن حالة الطفلة "شام" استدعت إجراءات جراحية خاصة بسبب سوء حالتها، ووصولها إلى مراحل حرجة كانت تستدعي تدخلاً علاجيا سريعاً.
وأكد حمود الجنيبي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي أهمية التعاون بين الهلال الأحمر الإماراتي وبين المؤسسات الصحية مثل مستشفى برجيل خاصة في مثل هذه الظروف التي تقتضي إنقاذ حياة الناس وتقديم ما يلزمهم من علاج، وبما يعكس توجهات القيادة الرشيدة في العمل الإنساني المستمد من قيم وثقافة الإمارات التي تبلور العمل الإنساني في أسمى صور الإنسانية.
كما أشاد الدكتور شمشير المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "في بي أس للرعاية الصحية" في دولة الإمارات بمساهمة الهلال الأحمر وبالدور الإنساني العظيم الذي تقدمه الشيخة فاطمة بنت مبارك ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان للمتأثرين صحياً من الزلزال في سوريا وتركيا، وتقديم كل ما يلزم من مساعدة ودعم وتقديم العلاج والرعاية الطبية بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية اللازمة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعبان التركي والسوري، مؤكدا أن مستشفى برجيل يضع كل إمكانياته لإنقاذ الأطفال والجرحى المصابين.
من جانبه، ثمن بشار عليق أحد أفراد عائلة "شام" الذي رافقها إلى أبوظبي، هذه اللفتة الكريمة، قائلاً: إننا ممتنون لقيادة دولة الإمارات، والشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" على هذا العمل النبيل الذي قاموا به من أجل شام وعمر، حيث قال لنا الأطباء في إسطنبول أن شام بحاجة إلى إجراء عمليات بتر تمثل مائة بالمائة من حجم الساق بسبب الإصابات التي ألمت بهما، وبسبب عدم تلقيها للعلاج اللازم في الوقت المناسب، لكن والدها رفض بشدة، وشعرنا بالسعادة بعد ذلك عندما تقرر لنا السفر إلى الإمارات بطائرة خاصة تحمل طاقما طبيا متخصصا مما جعلنا نشعر إننا بأيد أمينة وأن حالتنا ستكون أفضل مما هي عليه بكثير.