مستشار الحكومة السورية لـ"العين الإخبارية": زيارة عبدالله بن زايد مثمرة وناجحة
تتوالى الإشادات السورية بزيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، إلى دمشق، الأولى من نوعها منذ عقد.
الترحيب السوري بالزيارة هذه المرة جاء على لسان عبدالقادر عزوز المستشار بالحكومة السورية، الذي قال إنها "مثمرة وناجحة ومحل ترحيب كبير من قبل الدولة" السورية.
مواقف ثابتة وخطوات متلاحقة
المسؤول السوري البارز قال -في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"- إن مواقف الإمارات اتسمت دائما بالتوازن خلال سنوات الحرب، مؤكدا أن زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس الثلاثاء لسوريا، جاءت تتويجا للعديد من قنوات التواصل الإيجابي والفعال بين كلا الطرفين.
وأمس الثلاثاء، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، زيارة إلى دمشق هي الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى، منذ أكثر من 10 أعوام.
عزوز أشار إلى أن الزيارة تتويج أيضا لجهود سابقة، بعد أن جرى افتتاح سفارة الإمارات العربية في دمشق، وجرى بحث مشاريع اقتصادية مشتركة بين رجال أعمال إماراتيين وسوريين، علاوة على الاتصال الذي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس بشار الأسد.
وأكد مستشار الحكومة السورية أنه بعد "توفير الأمن في معظم المناطق التي تسيطر عليها الدولة، فإن بلاده في طريق التعافي السياسي والأمني والاقتصادي".
لكن المسؤول السوري أشار إلى ما وصفه بـ"اختلالات أمنية تتعلق بتواجد الاحتلالين التركي والأمريكي"، حسب وصفه، قائلا إنه "يتم تدريجيا الآن تقويض ذلك، انطلاقا من صمود الدولة السورية".
وفي هذا الصدد، أشار عزوز إلى "ضرورة وجود رؤية جديدة لآليات الحوار والمصالحة والعمل العربي المشترك في هذه المرحلة، على ضوء التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة عموما، وحجم التزاحم والتنافس الإقليمي والدولي في صراع المصالح والنفوذ في منطقتنا".
كما حث مستشار الحكومة السورية على "ضرورة تعميق المشروع العربي المشترك، لعدم السماح لبعض الأطراف بمحاولة ملء الفراغ وتقويض الأمن القومي العربي"، على حد وصفه.
وحول الزخم العربي الحالي بشأن سوريا وعودتها للصف العربي، قال عزوز: "تدرك جميع الأطراف أن سوريا عانت سنوات حرب ظالمة، من الإرهاب والتطرف والحصار الاقتصادي؛ لذا فالكثير من الأشقاء العرب اليوم لديهم رؤية في إطار إعادة تصويب المسار من جديد، والتأكيد على دور الدولة الوطنية، وأهمية الحوار لحل الخلافات".
حراك دبلوماسي مرتقب
وإزاء هذا الأمر، نوه مستشار الحكومة السورية إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد حراكا دبلوماسيا، بعدما شهدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لقاءات بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وعدد من المسؤولين العرب، أكدوا جميعهم ضرورة تعميق التواصل مع سوريا، في إطار العمل العربي، المشترك وتكثيف التعاون في المرحلة المقبلة".
وحول عودة مقعد سوريا إلى جامعة الدول العربية، قال عزوز: "لا بد من تصحيح الخطأ الذي تم ارتكابه في (أكتوبر) تشرين الثاني عام 2011 عندما تم تعليق عضوية سوريا (من الجامعة) بما يخالف أحكام الميثاق وروحه ومبادئه وأهدافه، التي تتحدث عن احترام مبدأ سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية".
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أكد خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الثلاثاء بدمشق، حرص الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا.
ونقل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان للرئيس السوري، خلال اللقاء، تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتمنياتهم لسوريا الشقيقة بالاستقرار والتقدم والازدهار.
كما حمّل الرئيس السوري، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تحياته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتمنياته لدولة الإمارات المزيد من التطور والازدهار والرخاء، مؤكدا أهمية العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومشيدا بالمواقف الموضوعية التي تتخذها دولة الإمارات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا، لحين الالتزام الكامل من قبل الحكومة السورية بتعهداتها ضمن "المبادرة العربية" التي طُرحت آنذاك لحل الأزمة والاضطرابات الداخلية.
غير أن المرحلة الحالية في سوريا على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية تجاوزت الظروف في العام 2011، ما دفع العديد من الدول إلى تبني عودة سوريا إلى الجامعة العربية، عشية انعقاد القمة المرتقبة في مارس/آذار المقبل بالجزائر.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز