ذكريات ضائعة ومستقبل معلق.. نظرة داخل مخيم للاجئين السوريين
رحل رامي على متن حافلة في أبريل/نيسان مع شقيقه وزوجته وأطفالهما الثلاثة بعد اتخاذهم قرار مغادرة ضاحية اليرموك.
عندما استعادت قوات حكومة نظام الأسد السيطرة على دمشق، كان رامي السيد وآخرون ممن دعموا مقاتلي المعارضة في مواجهة قرار الاختيار؛ إما البقاء داخل مناطق النظام وإما أن يواجهوا الأسوأ وإما المغادرة والنجاة.
وبناء عليه "وصلت جِنديرس، مكان لم أسمع عنه من قبل"، كانت هذه كلمات رامي عن البلدة الواقعة في شمال سوريا التي كان يسكن على مقربة منها في مخيم للاجئين مع آلاف آخرين نزحوا بسبب الحرب السورية ذات الأعوام السبعة.
- بالصور.. نازحو درعا "فراشهم الأرض وغطاؤهم السماء"
- الأمراض والجفاف والعقارب.. تهديدات مميتة تواجه سوريي درعا
رامي السيد اعتاد أن يوثق بالصور والفيديو المشاهد في المنطقة التي كان يعيش بها على مدار السنوات التي أطلقت فيها حكومة نظام الأسد البراميل المتفجرة، وعاد مرة ثانية إلى كاميرته، لكن هذه المرة يقدم لقطات عن حياة نحو 6.6 مليون نازح سوري، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
رحل رامي على متن حافلة في أبريل/نيسان مع شقيقه وزوجته وأطفالهما الثلاثة بعد اتخاذهم قرار مغادرة ضاحية اليرموك، التي أصبحت مجتمعًا يعيش فيه مئات آلاف السوريين إلى جانب 160 ألف فلسطيني، لكن مع اندلاع الحرب في المنطقة تحول الوضع إلى صراع وحشي بين قوات الحكومة ومجموعات المعارضة.
وبعد استعادة الحكومة السيطرة، كان رامي بين آلاف آخرين قرروا المغادرة إلى مكان آخر يبعد مئات الأميال، فقد كان هذا أفضل بالنسبة لهم عن بقائهم وتعرضهم لخطر إلقاء القبض عليهم.
وقال رامي: "وصلنا ليلًا، كان كل شيء مظلمًا. الصباح التالي كان الصدمة الأكبر، عندما استيقظت وشاهدت كيف كان المخيم"، هذه تعد المرة الأولى التي يغادر فيها رامي منطقته خلال 8 سنوات.
مخيم جِنديرس يأوي الآن نحو 6 آلاف نازح، من بينهم 3500 فلسطيني، ونحو 1700 طفل، معظمهم من اليرموك ومدينة الحجر الأسود في دمشق.
عندما وصل رامي المخيم أول مرة، كانت الخيام خالية إلا من بعض البطانيات، وملأتها العائلة بالأشياء التي تمكنوا من إحضارها معهم.
المخيم لا توجد به مدارس أو كهرباء والمياه شحيحة، كما لا يوجد أطباء، لكن هناك خيمة عبارة عن عيادة مؤقتة بداخلها ممرضات وأخصائيون علاج طبيعي.
بالنسبة لكثيرين، تخيل مستقبل هناك مستحيل، لكن شعاع الأمل الوحيد لرامي هو الأطفال الموجودون في المخيم، من بينهم أبناء أخيه طفل (عامين)، ورضيعتان توأم، حيث يساعدونه على إبقاء روحه المعنوية مرتفعة، وقال: "هؤلاء الأطفال ليس لديهم لعب، ولا ملعب يلعبون فيه. فقط يقلدون الكبار".