بالصور.. نازحو درعا "فراشهم الأرض وغطاؤهم السماء"
عائلة أم سليمان كانت ضمن موجة المدنيين السوريين الذين هربوا من منازلهم في جنوب سوريا خلال الأسبوع الماضي.
على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود الأردنية، كانت أم سليمان وأطفالها ينامون داخل كوخ صغير مع 5 عائلات سورية أخرى، نحو 20 شخصا يتجمعون داخل هذه البقعة شديدة الحرارة الممتلئة بالحشرات، وأكثر ما كان يقلق أم سليمان كانت العقارب التي تأتي خلال الليل.
قبل بضعة أيام، هربت أم سليمان وأطفالها من منزلهم في درعا، قائلة: "هربنا خلال الليل، خائفين وحفاة"، طبقا لما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
- غداة فشل المفاوضات.. قصف "هستيري" للنظام السوري على درعا
- درعا شرارة الحرب السورية في مرمى روسيا والنظام
عائلة أم سليمان كانت ضمن موجة المدنيين السوريين الذين هربوا من منازلهم في جنوب سوريا خلال الأسبوع الماضي، بعد القصف الجوي الهستيري الذي شنته القوات الموالية لبشار الأسد.
علمت الأم السورية أنه حان وقت المغادرة عندما سمعت أصوات "صواريخ الفيل" والمعروفة بهذا الاسم بسبب صوتها المدوي، وهو من بين الأسلحة التي يقول شهود إنها تستخدم ضد الأحياء المدنية في جنوب غرب سوريا.
كان يفترض أن تكون درعا محمية من القتال كجزء من "اتفاق وقف التصعيد" الذي أبرم برعاية الأردن والولايات المتحدة وروسيا، لكن بدأ خرق الهدنة الشهر الماضي عندما بدأت قوات النظام السوري في استهداف بعض المناطق هناك.
خلال العشرة أيام الماضية، يعتقد أن القصف والغارات الجوية تسببا في مقتل أكثر من 200 مدني، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 سيدة على الأقل و19 طفلا كانوا من بين الضحايا.
ومع مواصلة النظام السوري وروسيا، قصف درعا، أصبح السكان أمام خيارين إما الهرب وإما البقاء داخل منازلهم، وقالت إسراء الرفاعي، ناشطة سوريا هربت مع عائلتها إلى مدينة نسيب، إن "الوضع يستعصي على الفهم، كان الناس حائرين ما بين النظر إلى السماء لمشاهدة الطائرات الحربية أو ركوب السيارات والمغادرة".
وأضافت: "كانت النساء يبكين، أما الأطفال فكانوا يضحكون داخل الشاحنات لأنهم لم يفهموا ماذا يحدث".
طبقا لموسى الزعبي، رئيس لجنة الطوارئ بالمجلس المحلي في درعا، إن النازحين وجدوا ملجأ لهم داخل المدارس والمباني الحكومية، لكن الأغلبية تنام في الشوارع وفي بساتين الزيتون، مضيفا: "فراشهم الأرض وغطاؤهم السماء".
الأكثر حظا بينهم هم القادرون على شراء الخيام، التي تباع مقابل 250 دولارا، في حين أن آخرين مثل الرفاعي أحضروا خيامهم معهم، حيث قالت: "لم أتخيل يوما أنني سأعيش في خيمة، من الصعب عليّ التكيف، لكن على الأقل أنا بعيدة عن القصف".
تسبب تصعيد القتال في قطع مسارات إمدادات رئيسية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مواد مثل الديزل والأطعمة الجاهزة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن درعا يمكن أن تصبح تكرارا للكارثة الإنسانية التي شهدتها الغوطة الشرقية في وقت سابق من العام الجاري، وتقدر أن هناك 750 ألف مدني عرضة للخطر في جنوب غرب سوريا.