الأزمة السورية تهيمن على قمة طهران واعتماد "أستانا" مسارًا للحل
هيمنت الأزمة السورية وتداعياتها على القمة الثلاثية التي احتضنتها العاصمة الإيرانية طهران، والتي أفضت لاعتماد مسار "أستانا" كأساس للحل.
ففي قمة ثلاثية، عقدت مساء الثلاثاء، في العاصمة طهران، بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اتفق المجتمعون على اعتماد مسار "أستانا" أساسًا لاستقرار الأوضاع في سوريا.
القمة التي جاءت بعد سلسلة اجتماعات منفصلة، افتتحت بكلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أكد فيها أن "مسار أستانا هو إطار ناجح من أجل الوصول لحل سلمي للأزمة السورية"، مشيراً إلى ضرورة احترام حق تقرير المصير بالنسبة إلى السوريين عبر إقامة حوار داخلي.
مسار أستانا
وحذر رئيسي من تواجد القوات الأمريكية في سوريا، معتبراً أن تواجدها غير شرعي أو قانوني ويجب عليها مغادرة سوريا، مطالباً بتنفيذ الاتفاقيات السابقة بين دول مسار أستانا بشأن سوريا.
وأضاف: "ما زالت إيران تعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو سياسي، فيما العمل العسكري ليس فقط حلاً، بل يؤدي أيضًا إلى تدهور الوضع"، مشيرًا إلى أن "التدخل الخارجي سيؤدي لتعقيد الوضع السوري وأن على أمريكا أن تغادر سوريا بأسرع ما يمكن".
وبشأن الهجمات الإسرائيلية على مناطق في سوريا، قال رئيسي إن ما وصفه بـ"عدوان إسرائيل على سوريا واحتلال الجولان يعد انتهاكًا للسيادة الوطنية لسوريا".
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "نتائج مفاوضات أستانا ستجلب الاستقرار للشرق الأوسط بأكمله"، مشيرًا إلى أن "قمة طهران فرصة إجراء حوار فعال يضمن الاستقرار في سوريا".
وأضاف بوتين أنه "بفضل التعاون عبر مسار آستانا قل مستوى العنف في سوريا وأصبحت هناك عملية سياسية"، مشيرًا إلى أنه "بعد هذه القمة ستكون هناك خطوات نحو حوار سياسي سوري يتيح لسوريا تحديد مستقبلها دون تدخل خارجي".
حوار فعال
وعبر الرئيس الروسي عن قلقه بشأن ما أسماه "مخاطر مصدرها المناطق التي توجد خارج سيطرة النظام في سوريا"، قائلا: "نتمنى أن يكون لدينا حوار فعال يرسي الاستقرار في سوريا، ويلعب دوراً في مواجهة ما يعرقل ذلك".
بدوره، لم يتجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مخاوف بلاده من وجود الجماعات "الإرهابية" في سوريا، قائلا إن مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية قضية تتطلب من الجميع التعاون.
وقال أردوغان، إنه :"يجب علينا أن نقوم بمكافحة جميع التّنظيمات الإرهابيّة ونحن عازمون على ذلك"، مشيراً إلى أنه لا يوجد فرق بين التنظيمات الإرهابية في سوريا".
وشدد على أنه "يجب عدم توقع صمت تركيا إزاء تحركات التنظيمات الإرهابية في سوريا، فبلاده تريد إبعادها بمسافة كبيرة عن حدودنا".
وأشار إلى أن "تركيا تدعم مواصلة الاجتماعات لإيجاد الحلول للأزمة في سوريا"، مؤكداً أهمية تقديم الدّعم الكامل لتسريع الحل السياسي والدبلوماسي للأزمة السورية.
حلول جذرية
وعن استقرار الأوضاع في محافظة إدلب شمال سوريا، قال أردوغان: "إن ذلك يعود إلى محادثات أستانا"، مضيفاً أن "تركيا تتفهم قلقكم الواضح في إدلب وهي تسعى لحلول جذرية".
وبيّن الرئيس التركي أن بلاده "تركز على خطوات واضحة وملموسة للتقدم على صعيد الحل السياسي في سوريا وصياغة دستور جديد".
فيما حذر المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق خلال اجتماعه مع أردوغان، من أي خطوة تركية تهدف إلى شن هجوم عسكري على شمال سوريا، معتبراً أن "هذا الهجوم سيضر بالمنطقة والبلدين وسيعود بالفائدة على الإرهابيين".
وقال خامنئي إنه "يجب محاربة الإرهاب في سوريا، ونحن بالتأكيد سنتعاون معكم في هذه الحرب"، مضيفاً "مثلما تعتبر أمن سوريا هو أمنك، يجب حل القضايا هناك بالمفاوضات، ويجب على إيران وتركيا وسوريا وروسيا إنهاء هذا الأمر بالحوار".
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز