لماذا رحبت المعارضة السورية بفوز ترامب؟
السرعة غير المعتادة من الائتلاف السوري، في الترحيب إلى السؤال: هل كانت المعارضة السورية تفضل فوز ترامب؟.. وهل كانت ستتخذ ردة فعل مختلفة لو فازت منافسته هيلاري كلينتون؟
ساعات قليلة فصلت بين إعلان فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، وبين صدور بيان عن الائتلاف السوري المعارض يرحب بالوافد الجديد إلى البيت الأبيض.
هذه السرعة غير المعتادة من الائتلاف السوري، الذي انتظر في مناسبات مماثلة طويلاً حتى يعلن موقفه من الأحداث سواء الإقليمية أو الدولية، يدفعنا إلى السؤال: هل كانت المعارضة السورية تفضل فوز ترامب؟ وهل كانت ستتخذ ردة فعل مختلفة لو فازت منافسته هيلاري كلينتون؟
الإجابة على هذا السؤال تقودنا إلى العودة 8 سنوات إلى الوراء، عندما وصل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما إلى سدة الحكم، بعد 8 سنوات من حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، والذي مارس سياسات ورطت الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من الملفات، أبرزها وأخطرها غزو العراق.
وقتها ذهب محللون إلى أن التصويت الأمريكي لأوباما، لم يكن بشكل كبير اقتناعاً بسياساته، بقدر ما كان تصويتاً على فشل بوش، الذي أدانه تقرير صادر عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في يونيو/حزيران 2008، واتهمه بخداع الرأي العام الأمريكي وإساءة استخدام المعلومات الاستخبارية وتحريفها لتلفيق مبررات لشرعنة شن حرب على العراق.
وكما كان وصول أوباما إلى البيت الأبيض هو الرد على سياسات بوش الابن، فإن القاعدة نفسها تنطبق على دونالد ترامب، والذي كان وصوله إلى الحكم رداً على سياسات أوباما، التي أفقدت الولايات المتحدة الأمريكية هيبتها، ولم تتجاوز ردود أفعاله في القضايا المختلفة، بما فيها القضية السورية، الخطابات التنظيرية والفلسفية.
وتشعر المعارضة السورية بأن أوباما خدعها طيلة الفترة الثانية من حكمة، والتي لوح في بدايتها قبل 4 سنوات وتحديداً في سبتمبر/أيلول 2012، بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، على خلفية اتهامه باستخدام أسلحة كيماوية.
وقال أوباما حينها، إن استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في الصراع الدائر بسوريا سيكون "خطاً أحمر"، قد يدفع إدارته إلى تغيير حساباتها تجاه الأزمة هناك.
ومنذ هذا التصريح، استخدم نظام الأسد السلاح الكيماوي 3 مرات، وفق تقرير لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية، حيث استخدم غاز الكلور في محافظة إدلب 3 مرات، بدأت ببلدة تلمنس في 21 إبريل/نيسان 2014، وبلدة سرمين وقميناس في 16 مارس/آذار 2015، واكتفى البيت الأبيض بتعليق فلسفي قال فيه إنه يدين بأشد العبارات ما وصفه بـ"ازدراء" نظام الأسد للمعايير الدولية.
ويبدو من لغة خطاب دونالد ترامب، أنه لا يميل إلى الخطابات الفلسفية والتنظيرية التي استخدمها أوباما، وتبدو لغته أكثر جرأة، ولكن هل ستنعكس تلك اللغة على سياسات أكثر وضوحاً من سلفه أوباما؟
الرئيس السابق للائتلاف السوري خالد خوجة، يبدو منزعجاً من تلك اللغة، ويعول آمالاً على أن تتغير بفعل تأثير الدولة، كما حدث من قبل مع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون.
وحتى إن لم تتغير، فإن خوجة يقول في تغريدة على حسابه بتويتر: "على كل، زالت الحاجة لقناع النفاق الذي استخدمه أوباما".
ويشارك خوجة الرأي، المفكر السوري المعارض برهان غليون، الذي قال في تعليق عبر صفحته الرسمية بـ فيسبوك، إن "لغة ترامب، وان كانت حادة، إلا أنها تظهره كرجل مبادئ أو صاحب إرادة وموقف واضح وجرأة على الالتزام، حتى لو كان ذلك في الاتجاه الخطأ".
ولا يتوقع غليون تغييراً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه القضية السورية مع ترامب، ومع ذلك لا ينكر على المعارضة فرحتها بفوزه، وأرجعه إلى إصابة المعارضة بحالة "قرف" من الدجل الكبير الذي ميز سلوك إدارة أوباما، وهي الحالة التي تسببت في فقدان الأمل بسياسة أمريكا بأكملها.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز