بعد نتائج المحليات.. ما فرص إمام أوغلو في انتخابات الرئاسة التركية 2028؟
منتشيا بالنصر، وبابتسامة متفائلة كلها ثقة، أطل المعارض أكرم إمام أوغلو بعد اكتساحه انتخابات بلدية إسطنبول.
لم يتوقف الأمر بالنسبة للقيادي المنحدر من حزب الشعب الجمهوري عند مجرد احتفاظه بالبلدية التي انتزعها من حزب العدالة والتنمية عام 2019، بل إنه فاز بـ26 دائرة من أصل 39، مقارنة مع 14 في الانتخابات السابقة.
وإذا كان إمام أوغلو فاز بإسطنبول خلال الانتخابات الماضية بعد سيطرة تيار الرئيس رجب طيب أردوغان عليها منذ 1994، جاءت انتخابات 31 مارس/آذار لتمنحه تفوقا إضافيا عبر دوائر كان بعضها معاقل محافظة، لا سيما منطقة أوسكودار حيث مكان إقامة الرئيس.
وقد فتحت هذه الأجواء الباب أمام تساؤلات عدة، بشأن إذا كان أكرم إمام أوغلو يمكن أن يصبح رئيسا لتركيا، لما لا وهو السياسي الذي سبق وطرح اسمه للترشح لانتخابات مايو/أيار الماضي الرئاسية.
رئيس مستقبلي؟
يقول محمد أمين كليج الباحث السياسي التركي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن نتائج الانتخابات البلدية جعلت كثيرين ينظرون إلى إمام أوغلو باعتباره الرئيس المستقبلي لتركيا بعد رجب طيب أردوغان.
وأضاف أن الفترة المقبلة بالفعل له، معربا عن اعتقاده أنه لن يكون بمقدور أحد أن يسابقه في انتخابات الرئاسة القادمة، على حد قوله.
وألمح كليج إلى أنه من الممكن في ضوء نتائج الانتخابات المحلية الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، ويرى أنه لو حصل هذا السيناريو، فإن حزب العدالة والتنمية سيفقد الأغلبية التي يشكلها بالتعاون مع القوميين.
وقد فاجأ الرئيس التركي أردوغان المراقبين بخطاب هادئ أمام حشد من أنصاره الذين شعروا بالصدمة، إذ تقبّل بشكل مباشر صعود المعارضة، واصفا الأمر بأنه "نقطة تحوّل" بالنسبة للعدالة والتنمية.
وقلل، لاحقا، من أهمية التكهّنات بشأن إمكان توجيهه دعوة إلى انتخابات مبكرة، من أجل التمسك بولايته الرئاسية لفترة أطول بقليل.
فرصه متصاعدة
بدوره، يقول كرم سعيد الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية إن الانتخابات المحلية في تركيا أسفرت عن تحولات دراماتيكية، ستنعكس على خريطة القوى الحزبية السياسية.
وأوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن أول هذه الانعكاسات زيادة زخم وحضور حزب الشعب الجمهوري، الذي حقق اختراقا واسعا في البلديات الكبرى دون التحالف مع أحزاب أخرى، بل الفوز في بلديات كانت معاقل لحزب العدالة والتنمية بمناطق الأناضول.
ويرى الخبير في الشأن التركي أن فرص إمام أوغلو تتصاعد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن تمكن من صدارة المشهد في إسطنبول، رغم كل التحشيد الذي قام به حزب العدالة والتنمية.
ويمتلك إمام أوغلو كثيرا من القواسم مع أردوغان، فقد كانا لاعبي كرة قدم في شبابهما، ولهما أصول عائلية مرتبطة بمنطقة شرق البحر الأسود، كما حكما إسطنبول، وواجها، كذلك، بعض الإشكاليات القضائية في مسيرتهما السياسية.
انتقال الحكم
يذكر أن أردوغان نفسه سبق وصرح بأن من يحكم إسطنبول يحكم تركيا، وكان لانتخابات 2019 تأثيرها على انتخابات الرئاسة العام الماضي، التي اضطر فيها الرئيس للذهاب إلى جولة ثانية أمام كمال كليغدار أوغلو.
وقال بيرم بلشي من معهد العلوم السياسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن أردوغان سيكون بإمكانه المحافظة على سير الأمور حتى عام 2028، لكنها ستكون مهددة بعد ذلك، أي بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
وشدد على أنه سيكون هناك على الأرجح انتقال للسلطة إلى المعارضة، مضيفا أنه "دون أردوغان، لا يملك حزب العدالة والتنمية الكثير"، حسب تصريحه.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز