الإمارات وأمريكا.. علاقات اقتصادية راسخة وأرقام واعدة

يبدأ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الإثنين الموافق 17 مارس/آذار، يعقد خلالها اجتماعات رسمية في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
ومن المقرر أن تبحث هذه الاجتماعات تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين كما ستتناول المناقشات التحديات الإقليمية، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات والممتدة منذ عقود، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
- طحنون بن زايد يبدأ الإثنين زيارة رسمية إلى أمريكا
- طحنون بن زايد يؤكد أهمية دور «القابضة ADQ» في مسيرة أبوظبي التنموية
تأتي الزيارة في سياق الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، والتي تمتد لعقود من التعاون المثمر في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد، التجارة، الطاقة، والتكنولوجيا.
وقد بلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023 وبإجمالي يصل إلى 35 مليار دولار، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الإمارات نحو 9.4 مليار دولار بين 2018 و2023، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتم تدشين سفارة الدولة في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية (باستثناء الخدمات) بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2023، نحو 39.5 مليار دولار، مقارنة بحوالي 23.8 مليار دولار في عام 2022.
وارتفعت واردات الإمارات من الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 25.9 مليار دولار في عام 2023 مقارنة بحوالي 21.3 مليار دولار في عام 2022.
وزادت صادرات دولة الإمارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية من 3.2 مليار دولار في عام 2022 لتصل إلى 3.9 مليار دولار في عام 2023، كما ارتفعت إعادة صادرات الإمارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2023 لتصل إلى 9.6 مليار دولار مقارنة بـ 8.2 مليار دولار في عام 2022.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بلغ حجم التجارة البينية غير النفطية بين البلدين 28.3 مليار دولار، بنمو نسبته 46.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
دور الاستثمارات الإماراتية في الاقتصاد الأمريكي
تُعَدُّ الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة فرصة حيوية لتعزيز الحضور الاقتصادي للدولة على الساحة العالمية. وقد تخطت هذه الاستثمارات 35 مليار دولار، ما يجسّد قوة العلاقات الاستثمارية بين الجانبين. وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات متعددة مثل التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة النظيفة، البنية التحتية، والصناعات التحويلية، مما يعزز الاستدامة التنموية ويعكس التزام الإمارات بدعم الاقتصاد الأمريكي.
تعميق الروابط الاقتصادية
لا تقتصر الشراكة الاقتصادية على الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة، بل تشمل أيضاً الاستثمارات الأمريكية في الإمارات، التي تُعَدُّ مركزاً إقليمياً للأعمال والاستثمار.
واحتلت الإمارات المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة خلال عام 2023 مع تسجيلها 1323 مشروعاً جديداً بنسبة نمو بلغت نحو 33% مقارنة بالعام السابق .
وبلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية إلى الخارج، خلال العام الماضي، 22.3 مليار دولار، ما يعكس دور الإمارات كمساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي. تساهم هذه الاستثمارات المتبادلة في تعزيز العلاقات التجارية وخلق فرص عمل، فضلاً عن دعم الابتكار وتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية.
آفاق مستقبلية واعدة
تمثل زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان للولايات المتحدة خطوة إضافية نحو تعزيز علاقات البلدين، ومع تزايد التركيز على الاقتصاد الرقمي، والطاقة المستدامة، والتكنولوجيا المتقدمة، يتوقع أن تشهد العلاقات الإماراتية الأمريكية نمواً متسارعاً يعزز من مكانتهما كشريكين اقتصاديين رئيسيين على الساحة الدولية.
تعكس زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى الولايات المتحدة عمق العلاقات بين البلدين وأهمية التعاون الاقتصادي المتبادل في دعم التنمية المستدامة. ومع استمرار تعزيز الاستثمارات والشراكات الاقتصادية، ستظل الإمارات والولايات المتحدة شريكين استراتيجيين قادرين على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتحقيق المزيد من الإنجازات المشتركة.