"طيف".. مبادرة شبابية للتشجيع على القراءة في مقديشو

يختزل كثيرون صورة الصومال في الحرب والمجاعة، إلا أن هناك من يسعى جاهدا لتغيير هذه الصورة النمطية عبر بناء الوعي الاجتماعي.

"نحن هنا لخدمة محبي الكتب"و"اقتن كتابا واربح قهوة مجانية"، لافتة جذبت انتباه محبي الكتب تبنتها مبادرة شبابية لتشجيع القراءة في العاصمة مقديشو.

• تربية الخيول.. مبادرة شبابية لتعزيز ثقافة الفروسية في الصومال

"طيف" مبادرة شبابية لتشجيع القراءة في العاصمة الصومالية مقديشو، أسسها شابان صوماليان، محمد (22 عاما)، وناصر ( 21 عاما)، يسعيان من خلالها لإحداث تغيير جذري في الصورة النمطية عن الصومال.

محمد حسن محمد (22 عاما)، مؤسس المشروع، كشف لـ"العين الإخبارية" معلومات عن تأسيس المبادرة والفرص والتحديات التي تواجهها.

وقال: "كانت بدايتنا متواضعة جدا حيث أطلقنا المشروع في مطلع مايو/آذار من العام الجاري بمجموع 100 كتب وبعد 5 أشهر لدينا في متجرنا نحو 800 كتاب بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والصومالية".

ويواجه المشروع تحديات من بينها غياب الاستثمار لتوسيع المبادرة وندرة الكتب وتحديات مالية تحد من القدرة على تنفيذ رؤية القائمين عليها، على حد قوله.

وتقدم المبادرة خدمات على نوعين وهي بيع الكتب أو إيجار قراءة الكتب وفق نظام ساعات (قراءة كتاب لمدة ساعة مقابل واحد دولار أمريكي).

وتوفر المبادرة لكل من يبيع كتابا قهوة مجانية عبر لافتة "اقتن كتابا واربح قهوة مجانية".

ورغم التحديات التي تحيط المبادرة يعدد محمد فرص مشروعهم للنجاح من بينها عدم وجود مشاريع مماثلة وغياب جهة منافسة لهم في هذه الخدمة، نوعية الكتب التي هي أغلبها غير متوافرة، الإقبال الكبير والمتزايد على المبادرة.

وشكل إطلاق المبادرة مخرجا للبطالة لمحمد وزميله ناصر وتوفير فرصة عمل جديدة ومصدر دخل لتغطية مصروف المعيشة.

وأطلق محمد وناصر المشروع برأس مال نحو ألف دولار أمريكي لكن المشروع حقق الآن أرباحا جيدة مرضية.

وتعتمد المبادرة على بيع الكتب إلكترونيا في 4 أيام وتوفيرها في المقاهي في 3 أيام حيث يجتمع الشباب والمثقفون عبر تنسيق مشترك مع إدارات أصحاب الأعمال.

ويهدف ناصر ومحمد من خلال إطلاق المشروع لنشر القراءة ورفع الوعي، وتأسيس أماكن مخصصة للقراءة، وخلق سلوك اجتماعي يشجع القراءة، وخلق مشاريع وطنية في مجال الوعي والفكر تجتذب الدعم الحكومي، على حد تعبيرهما.

وتعاني المبادرة من غياب دعم حكومي لدفعه إلى الأمام ونشر الفكرة كما أن غياب المكتبات العامة يساهم في شح الكتب.