دراما تايوان.. "النواب الأمريكي" يزيح الخط الأحمر وبكين تعيد رسمه
في مياه تايوان يبحر مجلس النواب الأمريكي متخطيا سحبا ملبدة بالغيوم، في تحرك يثير مخاوف جبهة جديدة من التوتر.
إذ من المقرر أن تعقد رئيسة تايوان تساي إنغ-وين ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، لقاء، غدا الأربعاء، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث تتوقف الرئيسة التايوانية مؤقتا في رحلة خارجية.
هذا اللقاء، يعد تكرارا ليس متطابقا، للقاء جمع رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة، نانسي بيلوسي وقادة تايوان، الصيف الماضي.
وغياب التطابق هنا يعود إلى أن مناورة بيلوسي حدثت في قلب تايوان وليس في الأراضي الأمريكية.
وكمناورة بيلوسي، حرّك اللقاء المنتظر بين مكارثي وإنغ_وين غضبا صينيا كبيرا، جرى ترجمته في بيانات مختلفة المستويات للدبلوماسية الصينية.
ردود صينية
فقبل اللقاء المرتقب في كاليفورنيا، تعهدت الصين، اليوم الثلاثاء، بـ"الدفاع بحزم عن سيادتها".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ "تعارض الصين بشدة" هذا اللقاء، و"ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها".
جاء ذلك غداة بيان من مستوى أقل؛ يتمثل في القنصلية الصينية في لوس أنجلوس، والتي رأت أن اللقاء "سيلحق مزيدا من الضرر" بالعلاقات بين بكين وواشنطن.
وقال ناطق باسم القنصلية إن اللقاء "سيجرح مشاعر 1,4 مليار مواطن صيني" و"ستكون له تداعيات على الأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية".
وأضافت القنصلية "يتجاهل رئيس مجلس النواب مكارثي الدعم الواسع في المجتمع الدولي لمبدأ الصين واحدة ويتجاهل الدروس التي كان ينبغي أن تستخلص من أخطاء سابقة".
وأشار البيان بذلك إلى سياسة بكين القائمة على عدم إمكان إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين وتايوان في آن واحد.
وتابع البيان "مما لا شك فيه أن (مكارثي) سيرتكب الخطأ نفسه مجددا، ما سيلحق مزيدا من الضرر في العلاقات الصينية-الأمريكية إلا أن ذلك سيزيد شعب الصين إرادة وعزما" لتحقيق "إعادة التوحيد" مع تايوان.
"خيط مشدود"
وكان مكارثي أكد الإثنين الماضي، أنه سيلتقي رئيسة تايوان متحديا بذلك تحذيرات بكين من أنه "يلعب بالنار"، بالتزامن مع توقف تساي في الولايات المتحدة في طريق عودتها من أمريكا الوسطى حيث زارت غواتيمالا وبيليز.
وتعتبر الصين، جزيرة تايوان التي تعتمد نظاما ديمقراطيا جزءا من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
والصيف الماضي، أحدثت زيارة بيلوسي إلى تايوان توترا كبيرا بين بكين وواشنطن، بل إن بكين أجرت مناورات وتدريبات عسكرية قرب الجزيرة أدت إلى وقوف العالم على أصابعه خوفا من فتح جبهة جديدة بجانب الحرب الحالية في أوكرانيا.
ومنذ فترة طويلة، تسير أمريكا على حبل مشدود في ملف تايوان، إذ تقر بأن سياسة الصين الواحدة هي حجر الزاوية في علاقتها مع بكين، وتعترف بحكومة صينية واحدة فقط، بينما لا تربطها علاقات رسمية مع تايوان.
لكن الولايات المتحدة تحافظ في الوقت نفسه، على علاقات وثيقة غير رسمية مع تايوان وتبيع لها الأسلحة بموجب قانون العلاقات معها، الذي ينص على أن أمريكا يجب أن تزود الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.