هجمات برية وقصف للنازحين.. عدوان الحوثي على تعز يتواصل
كثف الحوثيون وتيرة هجماتهم البرية والمدفعية على مدينة وريف محافظة تعز، جنوبي اليمن، وذلك ضمن تصعيد عدواني واسع ضد الهدنة الأممية.
وتصدت قوات الجيش اليمني، السبت، لـ3 هجمات برية للحوثيين استهدفت الجهات الغربية والشمالية والشرقية لمدينة تعز فيما قصفت المليشيات المدعومة إيرانيا بالمدافع الرشاش مخيمات للنازحين في الريف الغربي للمحافظة.
وتصاعدت هجمات مليشيات الحوثي مؤخرا، إذ وصلت منذ اليومين الماضيين إلى 6 عمليات برية استهدفت منها مجددا تحقيق اختراق ميداني في "الضباب"، شريان تعز الوحيد وذلك رغم التنديد الأممي والدولي لهجوم عسكري غير مسبوق استهدف ذات البلدة الإثنين الماضي.
وقال محور تعز العسكري بالجيش اليمني في بيان طالعته "العين الإخبارية"، إن قواته أحبطت 3 هجمات برية نفذتها مليشيات الحوثي في المحاور الغربية والشمالية والشرقية من تعز وذلك عبر محاولات التسلل لاختراق صفوف قواته القتالية في الخطوط الأممية.
وأكد البيان أن الجيش اليمني خاض معارك عنيفة في المحاور الـ3 وتمكن في كسر المجاميع الحوثية المتسللة وإجبارها على التراجع بعد أن تكبدت عددا من العناصر قتلى وجرحى بصفوف المليشيات، فيما أصيب جندي على الأقل خلال ذات المواجهات.
وذكر البيان أن المليشيات عقب إفشال هجماتها العسكرية لجأت للقصف المدفعي على خط بلدة الضباب، وهو طريق حيوي ووحيد يؤدي إلى مدينة تعز ويربطها بعدن ما هدد حياة المركبات المدنية.
في الصدد، قالت المقاومة الوطنية في بيان منفصل إن مليشيات الحوثي استهدفت تجمعات للنازحين في بلدة "الكدحة" في الريف الغربي من تعز.
وأوضح بيان، تلقته "العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي وضمن جرائمها المتواصلة ضد الإنسانية وخروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية، استخدمت المدافع الرشاشة في قصف مخيمات متناثرة في بلدة "وادي "الحناية" في الكدحة.
ولم تسجل أي إصابات تذكر خلال القصف الحوثي، لكن التصويب المباشر للمدافع الرشاشة أثار حالة من الخوف والفزع لدى الأهالي خصوصًا النساء والأطفال الذين يستوطنون المخيمات وهم أسر من الأشد فقرا.
ووفقا للبيان فإن مليشيات الحوثي وهي تمارس تصعيدها السافر ضد الهدنة لم تعد تفرّق بين هدف عسكري أو مدني، وذلك بعد استهدافها النازحين في "وادي الحناية" الذين تركوا مساكنهم وقراهم قرب خطوط التماس هربا من قذائف مليشيات الحوثي قبل أن تلاحقهم إلى المخيمات.
وكان الجيش اليمني أعلن تصديه خلال 72 ساعة مضت لـ5 هجمات منها 3 شنها الحوثيون يوم الأربعاء وحتى الجمعة في تعز واستهدفت الجبهات الشرقية والغربية أبرزها بلدة "الضباب" المنفذ الوحيد للمدينة المحاصرة منذ 8 أعوام ونصف.
263 خرقاً للهدنة الأممية
وثق الجيش اليمني في بيان تلقته "العين الإخبارية" نحو 263 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبتها مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجّة والجوف ومأرب.
وارتكب الحوثيون نحو 100 خرق في مختلف جبهات تعز و63 خرقًا في محور حيس جنوبي الحديدة، و49 خرقاً جنوب وغرب وشمال غرب مأرب، و31 خرقاً غرب محافظة حجة، فيما توزعت بقية الخروقات على بقية المحاور.
وأكد الجيش اليمني إحباطه هجومين عبر محاولتي التسلل باتجاه مواقع عسكرية جنوب مأرب بالتزامن مع رصد استقدام مليشيات الحوثي نحو 20 دورية مدججة العناصر المسلحة.
وأشار إلى استمرار عمليات حشد تعزيزات بشرية وعتاد قتالي ولوجستيات أخرى إلى مختلف الجبهات وبشكل غير مسبوق منها 28 دورية وصلت إلى جبهات تعز عقب صد هجماتها البرية وأخرى إلى غربي حجة.
وبحسب البيان، فإن خروقات مليشيات الحوثي خلفت جنديا قتيلا على الأقل وسقط 11 آخرون بإصابات متفاوتة خلال كسر الهجمات القتالية للانقلابيين.
والإثنين الماضي، شن الحوثيون أكبر هجوم عسكري بري على بلدة "الضباب" غرب مدينة تعز ما خلف 17 جنديا قتلى وجرحى، فيما تكبدت المليشيات 53 قتيلا وجريحا خلال المعارك الطاحنة، وفقا للجيش اليمني.
ودفع ذلك حكومة اليمن لتعليق محادثاتها مع الحوثي في الأردن، ردا على تصعيده ومحاولة فرض حصار شامل على تعز، فيما أدانت واشنطن وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي هجوم المليشيات على بلدة "الضباب" بتعز واعتبرته تقويضا لجهود السلام.
وتسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الماضي وجددت مرتين لمدة شهرين، إذ استوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها بما فيه قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، فيما تتنصل مليشيات الحوثي عن تنفيذ تعهداتها بفتح شريان حياة إلى مدينة تعز.