"طالبان وأمريكا" صعود يعيد رسم الخريطة الدبلوماسية لواشنطن
يبدو أن محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعزل حركة طالبان لن تفلح في ظل التقارب الراهن للحركة مع روسيا والصين وإيران.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن صعود حركة طالبان يعيد رسم الخريطة الدبلوماسية للولايات المتحدة وخصومها، خلال منافستهم لصياغة تشكيل مستقبل أفغانستان.
وذكرت الصحيفة أن الصين وروسيا تحركتا بالفعل لإقامة علاقات مع "طالبان"، واستضافتا مسؤولين من الحركة حتى قبل أن يكمل الجيش الأمريكي سحب قواته من أفغانستان، وفي اعتراف واضح بتوسع نفوذ بكين وموسكو في كابول أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالا بنظيريه الصيني والروسي أمس. "يُعدّ اعترافاً" بحسب الصحيفة.
وقال بيان الخارجية الروسية، إن الوزراء اتفقوا على مواصلة المشاورات، التي ستضم الصين وباكستان، بشأن سبل إجراء "حوار شامل بين الأفغان في الظروف الجديدة".
كما أجرى بلينكن أيضاً اتصالات مع نظرائه في باكستان، وتركيا، وبريطانيا، وبمسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأوضحت الصحيفة أن اتصالات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأتي في وقت تسعى فيه واشنطن جاهدة لإيجاد طريقة للتأثير على التطورات السياسية والأمنية في أفغانستان.
وفي إطار مساعي إدارة بايدن لتنفيذ سياستها لحماية حقوق المرأة حذرت مرارا بعزل حكومة "طالبان" إذا فشلت في ضمان الحريات الإنسانية الأساسية.
لكن تهديدات الإدارة بتحويل أفغانستان إلى "دولة منبوذة" إذا ارتكبت الحركة انتهاكات لحقوق الإنسان يمكن أن تقوض إذا لم تتعاون بكين وموسكو مع الولايات المتحدة، إضافة إلى تعزيز حكومة طالبان علاقتها مع باكستان وإيران، سيقوّض.
وقالت الصحيفة إن الوعود برفع العقوبات الحالية أو فرض عقوبات جديدة سيمثل وسيلة رئيسية لواشنطن لمحاولة التأثير على حكومة أفغانية تسيطر عليها طالبان، وذلك بعد انتهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي مقترحات لفرض عقوبات جديدة على طالبان من قبل الأمم المتحدة ستواجه تحديات من الصين وروسيا، اللتان تمارسان حق النقض في مجلس الأمن.
وقال أندرو سمول، الباحث في "صندوق مارشال الألماني"، للصحيفة، إن الصينيين والروس "قد يرغبون في لعب هذا الدور".
ووفقا للصحيفة الأمريكية فقد احتفظت روسيا والصين وإيران بسفاراتها في أفغانستان، في الوقت الذي فر فيه معظم المسؤولين الغربيين.
تحركات روسيا
وسعت روسيا في الشهور الأخيرة إلى بناء علاقات مع طالبان، على الرغم من مخاوفها بشأن حلفائها في آسيا الوسطى.
وقال المبعوث الروسي إلى أفغانستان، زامير كابولوف، للتلفزيون الروسي أمس: "كنت على يقين منذ أمد طويل أن طالبان أكثر قدرة على التوصل إلى اتفاقات من الحكومة في كابول."
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن محللين أن الصين قد تمثل شريان الحياة الاقتصادي لـ"طالبان"، سواء فوراً عن طريق الأموال، أو على المدى الطويل من خلال الاستثمار في تطوير الموارد المعدنية في إطار برنامج الحزام والطريق الخاص بالبنية التحتية.