"طالبان" تقتسم السيطرة على أفغانستان مع الحكومة.. وتنفي الهدنة
كشف مسح أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن حركة "طالبان" حققت مؤخراً مكاسب كبيرة في أفغانستان، وتسيطر الآن على أكثر من 210 مناطق.
وخلص المسح، الذي تم في منتصف يوليو/تموز الجاري، إلى أن هذا يعني أن "طالبان" تسيطر على أكثر من 50% من نحو 400 منطقة في 34 إقليما في أفغانستان.
وتوصل مراسلو "د.ب.أ" خلال المسح إلى أن سيطرة الحكومة تقلصت إلى نحو 110 مناطق في أنحاء البلاد، بالإضافة لذلك، تشهد نحو 80 منطقة اشتباكات بين الجانبين.
يشار إلى أن "طالبان" حققت معظم مكاسبها منذ أن بدأت القوات الدولية في مايو/أيار الماضي سحب قواتها رسميا.
وقد تأثر عدد قليل للغاية فقط من الأقاليم من تقدم "طالبان" الأخير حتى الآن، وأحد هذه الأقاليم هو بانجشير، الذي يقع شمال شرق البلاد، ومسقط رأس القائد الشهير المعادي لطالبان أحمد شاه مسعود.
ويأتي في المرتبة الثانية إقليم باميان، الذي فقد هذا العام منطقتين فقط لصالح حركة طالبان،. ويتمتع الإقليم المتعثر اقتصاديا بالهدوء، بحيث أصبح على مدار الأعوام الماضية موقع جذب سياحي، ويستقبل عشرات الآلاف من الأفغان ومئات الأجانب كسائحين سنويا.
يشار أيضا إلى أن حركة طالبان تركز على شمال البلاد، حيث كانت المقاومة السابقة لحكمهم هي الأقوى في الفترة من 1996 حتى 2001 .
وحققت الحركة مؤخرا أيضا مكاسب في معقلها التقليدي إقليم قندهار بجنوب أفغانستان.
وسيطرت طالبان في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، على منطقة "سبين بولداك"، حيث يقع أحد أهم المعابر الحدودية والتجارية في البلاد، بحسب ما ذكره البرلماني جول أحمد كامين، وعضو مجلس الإقليم نعمة الله وفا.
وفقد المزيد من الأشخاص حياتهم وتشردوا من منازلهم، في ظل اشتداد القتال.
وقال مدير مستشفى قندهار الإقليمي، الدكتور محمد داوود، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"،الأحد، إن الأيام السبعة الماضية شهدت تسجيل 58 حالة وفاة و221 إصابة من العسكريين والمدنيين.
كما تشير تقارير أولية صادرة عن الأمم المتحدة إلى نزوح 11 ألفا و200 شخص بسبب الصراع في قندهار فقط، خلال الأسبوع الماضي، فيما يخشى بعض الخبراء من أن تتجه البلاد نحو حرب أهلية دموية أخرى.
ويأتي تقرير الوكالة الألمانية في وقت كرّر فيه زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده الأحد تأييده "بشدة لتسوية سياسية" للنزاع في أفغانستان "رغم التقدم والانتصارات العسكرية" التي سجلتها الحركة في الشهرين الأخيرين.
وتأتي هذه التصريحات بينما يفترض أن يجري ممثلون عن الحكومة الأفغانية ومقاتلي طالبان محادثات في جولة جديدة ما يثير آمالا في إحياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
واجتمع الوفدان السبت لاستئناف هذه المحادثات التي بدأت في سبتمبر/أيلول ولا تزال متعثرة حتى الآن، في وقت يشن المتمردون هجوما كاسحا على القوات الأفغانية سيطروا خلاله على مناطق عديدة.
وقال أخوند زاده، في رسالة نشرها قبيل عطلة عيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل: "على الرغم من المكاسب والتقدم العسكري، تفضل طالبان بشدة تسوية سياسية في البلاد"، مؤكدا أن الحركة ستستغل كل فرصة تسنح لإرساء نظام وسلام وأمن.
نفي للهدنة
وفي ذات السياق، نفى متحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان اقتراحهم هدنة لمدة 3 أشهر في أفغانستان خلال المحادثات التي جرت بالدوحة.
وأضاف أن الاجتماعات مع وفد الحكومة الأفغانية ستستمر في الأيام القادمة وأن المحادثات تمثل "فرصة جيدة لتقريب وجهات النظر".
وانتهت جولة المحادثات الأخيرة التي بدأت السبت بين الحكومة الأفغانيّة وحركة طالبان في الدوحة دون تحقيق تقدّم ملموس وسط معارك طاحنة في أفغانستان تزامناً مع انسحاب القوّات الأجنبيّة من البلاد.
وأعلن الوسيط القطري إثر انتهاء المحادثات الأحد أنّ الطرفين اتّفقا على "منع الإصابات بين المدنيين"، دون أيّ إشارة إلى وقفٍ لإطلاق النار.
وأشار إلى أن "الطرفين اتفقا على مواصلة المفاوضات على مستوى رفيع حتّى يتم التوصّل لتسوية، ولهذا الغرض سوف يجتمعون من جديد الأسبوع القادم".