"طالبان" تبحث تشكيل حكومة "جامعة".. وكرزاي يناقش تأمين كابول
بدأت حركة طالبان، السبت، مباحثات لتشكيل "حكومة جامعة" في وقت لا تزال فيه الفوضى سائدة عمليات الإجلاء الضخمة من العاصمة الأفغانية.
ووصل الرجل الثاني في طالبان الملا عبدالغني برادر إلى كابول، السبت، بعدما أمضى يومين في قندهار، مقر الحركة السابق.
وقال قيادي كبير في الحركة لوكالة "فرانس برس"، إن برادر الذي يرأس المكتب السياسي للحركة في قطر، "سيحضر إلى كابول للقاء القادة من أجل تشكيل حكومة جامعة".
وشوهد قادة آخرون من طالبان في العاصمة الأفغانية في الأيام الماضية بينهم خليل حقاني، أحد أهم المطلوبين في العالم من قبل الولايات المتحدة والتي وعدت بمكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله.
ومنذ وصول برادر إلى الأراضي الأفغانية، أكدت طالبان أن حكمها سيكون "مختلفا" عمّا عرفته البلاد خلال الفترة الممتدة بين 1996 و2001 والتي اتصفت بقسوة شديدة تجاه النساء على وجه الخصوص، وتكرر الحركة رغبتها في تشكيل حكومة "جامعة"، ولكن بدون الخوض في التفاصيل.
وبعد ستة أيام على فرض طالبان سيطرتها من جديد، يبدو أنّ المستقبل السياسي لأفغانستان لا يثير قلق الأسرة الدولية بالقدر الذي تثيره حملات الإجلاء الفوضوية.
انتظار أعجوبة
والسبت، كان الازدحام لا يزال ماثلا عند الطرق المؤدية إلى المطار، ولا تزال آلاف العائلات أمام مطار العاصمة الأفغانية على أمل ركوب طائرة بأعجوبة، وأمامهم، كان جنود أمريكيون ومجموعة من القوات الخاصة الأفغانية على أهبة الاستعداد لثنيهم عن اقتحام المكان.
وكان عناصر طالبان المتهمون بملاحقة الأفغان الذين عملوا بجانب القوى الأجنبية، يقفون في الخلف ويراقبون المشهد.
وفي تجسيد جديد لليأس، برز في وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو لجندي أمريكي يرفع طفلا فوق الأسلاك الشائكة، وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي "طلب الوالدان من الجنود رعاية الطفل لأنه كان مريضا".
وأضاف "كان عملا من أعمال التعاطف"، وذلك بعد أيام قليلة من إقلاع طائرات أمريكية رغم وجود أفغان في معدات هبوطها، ما تسبب بحوادث سقوط مميتة.
ومنذ أسبوع، تحشد عمليات الإجلاء الضخمة في كابول والتي قال بايدن إنّها "من الأصعب في التاريخ"، طائرات من كافة أرجاء العالم لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم.
وتؤكد الولايات المتحدة العازمة على إجلاء أكثر من 30 ألف أمريكي ومدني أفغاني عبر قواعدها في الكويت وقطر، أنّها أجلت أكثر من 13 ألف شخص منذ 14 أغسطس/ آب.
كرزاي والأمن
وعلى صعيد متصل، اجتمع رئيس البلاد السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله، أمس الجمعة، مع القائم بأعمال حاكم كابول المعين من حركة طالبان لبحث الأمن في العاصمة.
وقال مكتب رئيس المصالحة الوطنية في بيان، إن الاجتماع كان مع عبد الرحمن منصور، وناقشا أولوية حماية أرواح وممتلكات وكرامة الأفغان في كابول.
كما قال عبدالله لحاكم كابول بالإنابة: "من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية في العاصمة، من الضروري أن يشعر الأفغان بالأمن والأمان"، مشيرا إلى أن القائم بأعمال الحركة تعهد ببذل كل ما في وسعه من أجل أمن الشعب الأفغاني في كابول، وفق ما نقلته قناة "طلوع نيوز" الأفغانية.
وبدأت تظهر بعض المؤشرات إلى تشكل مقاومة ضد الحركة، خصوصا في وادي بنجشير شمال-شرق كابول، حيث دعا أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، أحد رموز المقاومة الأفغانية، والذي اغتيل في 9 سبتمبر/ أيلول 2001، ونائب الرئيس السابق أمر الله صالح، إلى مواجهة طالبان.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز