"طالبان" والاندماج مع العالم.. أول رحلة طيران تجارية إلى كابول
تسعى حركة طالبان منذ الوصول لحكم أفغانستان للاندماج مع العالم بسرعة، وذلك من أجل التصرف في السيولة المجمدة لدى بنوك عالمية.
وقال متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية المملوكة للدولة إن رحلة تجارية تابعة للشركة من إسلام آباد هبطت في العاصمة الأفغانية كابول اليوم الإثنين.
وستنقل الرحلة أفرادا يحملون وثائق سفر سارية من كابول إلى إسلام آباد، غير أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت الرحلة مصنفة باعتبارها منتظمة أم رحلة طيران عارض خاصة.
أول رحلة للخطوط الباكستانية إلى كابول
وهذه أول رحلة لشركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية تهبط في كابول بعد انتهاء انسحاب القوات الأجنبية وعملية إجلاء ضخمة من أفغانستان هذا الشهر.
وتعرّض مطار كابول لأضرار جسيمة خلال عملية إجلاء أكثر من 120 ألف شخص والتي انتهت بانسحاب القوات الأميركية في 30 آب/أغسطس. وتسعى طالبان جاهدة لإعادة تشغيله بمساعدة فنية من عدة دول.
وقامت الخطوط الجوية القطرية بتسيير عدة رحلات جوية من كابول الأسبوع الماضي، نقلت معظمها أجانب وأفغانا لم يتمكنوا من المغادرة قبل الانسحاب الأميركي.
كما استأنفت شركة طيران أفغانية خدماتها المحلية في 3 أيلول/سبتمبر.
وتحتاج طالبان إلى اندماج مالي واقتصادي مع الكل العالمي، لأنها تحتاج لأموال سريعة، ليس فقط لتقديم الخدمات ودفع الرواتب.
خطاب بايدن الأخير
ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت على هامش المراسم التي أقيمت في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، مجدّدا عن قراره سحب قوّات بلاده من أفغانستان، قائلا إنّ الولايات المتحدة لا يمكنها "غزو" كل بلد توجد فيه "القاعدة".
وقال لصحفيّين في شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث تحطّمت إحدى الطائرات الأربع التي خطفها جهاديّو القاعدة قبل 20 عاما، "هل يمكن أن تعود القاعدة؟ نعم، لكنّني سأقول ذلك لكُم، لقد عادوا بالفعل في أماكن أخرى".
وأضاف بايدن "ما هي الاستراتيجيّة؟ يجب أن نغزو كلّ الأماكن التي توجد فيها القاعدة ونترك قوّاتنا هناك؟ فلنكُن جادّين!".
وكرّر الرئيس الأمريكي الذي تعرّض لانتقادات شديدة بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في 31 أغسطس/آب، أنّ محاولة توحيد الأفغان كانت خطأ.
ويعتبر بايدن أنّ الأمريكيّين أنجزوا مهمّتهم عبر قتل أسامة بن لادن مؤسّس القاعدة وتحييد الشبكة الجهاديّة في قاعدتها الأفغانيّة.
وانتقد الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، من جهته، خليفته الديمقراطي بشدّة السبت، خارقًا بذلك جوّ الوحدة الوطنيّة الذي ساد فعاليّات الذكرى العشرين للهجمات.
واستنكر ترامب "عدم كفاءة" بايدن، مندّدًا بالانسحاب "الرهيب" من أفغانستان.
دعم النظام
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على عودتها إلى السلطة، بدأت طالبان هذا الأسبوع كشف النقاب عن خططها، لا سيّما تقديم الحكومة الجديدة بقيادة عدد من كوادر الحركة المتشدّدين الذين كانوا في السلطة في عهدها الأوّل (1996-2001).
وتتكوّن الحكومة حصرا من أعضاء الحركة الإسلاميّة، في غياب العنصر النسائي.
مقارنة بتسعينيات القرن المنصرم، اتّخذ الإسلاميّون خطوات إلى الأمام، مثل السماح للنساء بالدراسة في الجامعة، لكنّهم وضعوا قواعد صارمة لذلك، وبالتالي سيُفرض عليهنّ "ارتداء الحجاب والنقاب وكذلك حضور دروس في فصول غير مختلطة".
كما أشار النظام الجديد إلى أنّه لن يُسمح للنساء بممارسة الكريكت والرياضة عموما.
أثارت هذه الإجراءات قلق جزء من المجتمع الدولي والسكّان الذين يتذكّرون وحشيّة نظام طالبان في التسعينيات.
ونُظّمت تظاهرات نسائية عدّة للمطالبة خصوصا بالحقّ في العمل بالخارج، وكذلك لمعارضي النظام في الأيّام الأخيرة في كابول وفي مدن رئيسيّة أخرى في البلاد. وفرّقت طالبان المحتجّين، بوحشيّة في بعض الأحيان.
تجمع الأفغانيات
في المقابل، تجمّعت بضع مئات من الأفغانيّات المنقّبات في مدرج بجامعة كابول السبت الماضي، تعبيرًا عن دعمهنّ نظام طالبان الجديد.
ولوّحت النساء اللواتي بلغ عددهن 300 امرأة، معظمهنّ بالنقاب الأسود، بأعلام طالبان وهن يستمعن إلى متحدّثات قدِمن للدفاع عن إجراءات النظام الجديد.
وانتقدت النساء كلّ اللواتي نزلن إلى الشارع في الأيام الماضية للمطالبة باحترام حقوقهنّ. وقالت طالبة تدعى شبانة عمري إنّها تؤيّد سياسة طالبان بأن ترتدي جميع النساء الحجاب.
واعتبرت أنّ "اللواتي لا يضعن الحجاب يُسئن إلينا جميعًا"؛ بينما رأت سمية، من جهتها أنّ الوضع تحسّن منذ عودة طالبان. وقالت: "لن نرى بعد الآن السافرات"، مضيفة "ستكون النساء بأمان. نحن ندعم حكومتنا بكل قوتنا".
من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الجمعة أنّ أفغانستان تواجه خطر حدوث انتكاسة لمسار عقدين من المكاسب التعليمية للأطفال، خصوصا الفتيات.
وأفادت الوكالة الأممية في بيان "يُتوقّع ارتفاع عدد النازحين في الداخل، ما يزيد خطر حدوث خسائر في التعليم في أوساط الأطفال (ما يعني) كارثة أجيال ستؤثّر سلبا على التنمية المستدامة للبلاد لسنوات".
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA=
جزيرة ام اند امز