الأفيون الأفغاني و"دماغ" طالبان.. هل تتخلى"الحركة" عن التجارة المحرمة؟
تسيطر أفغانستان على 80% من تجارة الأفيون والهيروين عالميا، وفق بيانات رسمية لمنظمات دولية، ما يضع طالبان في مأزق.
ومع تصاعد نفوذ حركة طالبان في أفغانستان برزت تساؤلات عديدة حول مدى تكيف طالبان مع البوصلة الاقتصادية العالمية، لتصبح بين نارين إما الشرعية الدولية وإما التجارة المحرمة.
وإلى جانب كونها أرض المعادن النادرة، فإن أفغانستان تعتبر بجغرافيتها القاسية، بيئة خصبة لزراعة المواد المخدرة بصدارة الأفيون، الذي يعتبر مصدر دخل رئيسيا لعديد من القبائل في البلاد، إلى جانب حركة طالبان.
- معادن "مهدرة" بـ3 تريليونات دولار في أفغانستان.. لماذا لم تستغل؟
- الأرض النادرة.. أفغانستان الممزقة تتربع بطانة من ذهب
وبحسب تقرير حديث لوكالة رويترز، فإن حركة طالبان تنشط في قطاعات زراعة الخشخاش، واستخراج الأفيون، والتهريب، إلى جانب فرض رسوم تصدير للمهربين، على طول الحدود التي كانت تتبع لها.
عودة طالبان
اليوم، ومع عودة الحركة إلى سدة الحكم، بعد 20 عاما من محاولات أمريكية وغربية لإقصائها وإنهائها إلى غير رجعة، يتوقع أن تتحول تجارة الأفيون لصناعة تدر ذهبا على الحركة.
ووفق بيانات صادرة عن منظمات أممية، فإن ما نسبته 80% من الأفيون والهيروين المبيع حول العالم، مصدره أفغانستان، لدرجة أن اسم البلد أصبح مرتبطا بـ "أكثر أنواع المخدرات غلاء".
وطيلة 20 عاما الماضية، لم تتوقف طالبان عن زراعة وإنتاج الأفيون، وفرض ضرائب على مناطق كانت واقعة تحت سيطرتها، على الرغم من إنفاق الولايات المتحدة 8 مليارات دولار لحرمان طالبان من أرباحها من تجارة الأفيون.
وأدى الدمار الواسع النطاق خلال الحرب، واقتلاع الملايين من ديارهم، وخفض المساعدات الخارجية، وخسائر الإنفاق المحلي من قبل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة، إلى تأجيج أزمة اقتصادية وإنسانية.
هذه الأزمة، من المرجح أن تترك العديد من الأفغان المعوزين يعتمدون على تجارة المخدرات من أجل البقاء.
زراعة الخشخاش وإنتاج الأفيون
وفي عام 2000، أقرت الحكومة الأفغانية حظرا كاملا على زراعة الخشخاش وإنتاج الأفيون داخل البلاد، لكن القرار تمت مواجهته بقوة من قبل المجتمع المحلي، الذي يعتبر زراعته مصدر دخل رئيسيا للعائلات الفقيرة والغنية معا.
لكن مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة، قال في دراسة حديثة له، إن التجارة العالمية بالمواد الأفيونية الأفغانية غير المشروعة أحد أكبر التهديدات عبر الوطنية للمخدرات والجريمة في العالم.
ويرى المكتب أن تهريب المواد الأفيونية الأفغانية غير المشروعة أصبح يصل إلى كل قارة في العالم تقريبا، باستثناء أمريكا الجنوبية، ويتم الاتجار بها عبر ثلاثة طرق واسعة: طريق البلقان والطريق الشمالي والطريق الجنوبي.
وبحسب الأمم المتحدة، تعد أفغانستان أكبر منتج للمخدرات غير المشروعة في العالم منذ عام 2001؛ إذ ينتج محصول الخشخاش في أفغانستان أكثر من 90% من الهيروين غير المشروع على مستوى العالم، وأكثر من 95% من المعروض الأوروبي.
الأفيون الأفغاني
ويتم استخدام الأفيون في أفغانستان أكثر من الأراضي المستخدمة في زراعة الكاكاو في أمريكا اللاتينية؛ وفي عام 2007، نشأ 93% من المواد الأفيونية غير الصيدلانية في السوق العالمية في أفغانستان.
وبحلول عام 2019، كانت أفغانستان لا تزال تنتج حوالي 84% من السوق العالمية للأفيون، بمتوسط قيمة تصدير سنوية تبلغ حوالي 4 مليارات دولار أمريكي، ربعها يكسبه مزارعو الأفيون والباقي يذهب إلى مسؤولي المقاطعات والمتمردين وأمراء الحرب وتجار المخدرات.