الأرض النادرة.. أفغانستان الممزقة تتربع بطانة من ذهب
لم تكن المعلومات القادمة من أمريكا، حول حجم الثروات التي تزخر بها أفغانستان، أقل أهمية من انسحاب قواتها من البلد الآسيوي الفقير.
اليوم، تشهد أفغانستان أو "الأرض الممزقة" في آسيا الوسطى، مرحلة جديدة وقديمة في آن، تتمثل بعودة حركة طالبان لحكم البلاد، في سيطرة فاجأت المستويين السياسي والعسكري الأمريكيين.
ورغم صعوبة استيعاب ما حصل خلال 10 أيام، تحولت فيها أفغانستان من حكم تدعمه الولايات المتحدة والغرب، إلى حكم تقليدي، إلا أن تقديرات حجم الثروات من المعادن النادرة في البلاد، طغى على التطور السياسي.
تشير التقارير الأمريكية إلى أن أفغانستان تتربع على بطانة من ذهب، تتمثل في أكثر من 15 معدنا نادرا، إلى جانب عشرات المعادن الأخرى، تجعل منها هدفا لأطماع الشركات العالمية.
- المعادن النادرة.. كلمة سر تجذب الصين تجاه طالبان
- اقتصاد أفغانستان "المأزوم" في قبضة طالبان.. ماذا يعني ذلك؟
لكن قبل ذلك بالنسبة للشركات، عليها بداية كسب ود حركة طالبان التي واجهت خلال عقود، عدة حروب وعمليات عسكرية بهدف إنهائها إلى غير رجعة.
ومن أبرز الموارد التي تمتلكها أراضي أفغانستان: النحاس، والكوبالت، والحديد، والباريت، والكبريت، والرصاص، والفضة، واليورانيوم، والزنك، والنيوبيوم، و1.4 مليون طن متري من العناصر الأرضية النادرة.
تقدر الوكالات الأمريكية احتياطيات أفغانستان المعدنية بما يزيد عن 3 تريليون دولار؛ فيما أطلقت مذكرة سرية للبنتاغون على أفغانستان اسم "المملكة العربية السعودية لليثيوم".
كان الاتحاد السوفياتي قبل عام 1990، أشار في تقارير له، لوجود معادن نادرة في أفغانستان، لكن التقارير الأمريكية، تحدثت بدقة أكثر عن قيمتها السوقية اليوم.
إذ تم وضع خرائط لأفغانستان باستخدام ما يُعرف باسم "البيانات واسعة النطاق فائقة الطيف"، وهي تقنيات عالية الدقة يتم إعدادها بواسطة الطائرات.
مهمة صعبة
وبحسب تقرير لمعهد "فريسر" الفكري ومقره كندا، والذي يصنف على أنه واحد من أفضل 15 مؤسسة فكرية حول العالم، أشار في تقرير له قبل شهر، إلى أهمية البحوث الأمريكية لأراضي أفغانستان.
وقال التقرير: "البيانات واسعة النطاق، سمحت للخبراء العسكريين والجيولوجيين الأمريكيين بالتحديق تحت جلد أفغانستان، ورسم صورة الثروة المعدنية الواقعة تحتها".
وزاد تقرير المؤسسة: "وفقا لجيم بوليون، الذي يرأس فريق عمل البنتاغون بشأن التنمية بعد الحرب، تكشف هذه الخرائط أن أفغانستان يمكن أن تصبح رائدة عالميا في قطاع المعادن".
لكن مجرد امتلاك ثروة من المعادن النادرة، والتي يتزايد الطلب العالمي عليها، لصناعة كل شيء، لا يعني أن أفغانستان تستعد للاستفادة منها بسرعة؛ لأن التحديات كثيرة.
فهذه المعادن، ضرورية لتصنيع مجموعة من التقنيات الحديثة، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والمحركات الهجينة ومكونات الكمبيوتر والليزر والبطاريات والألياف البصرية والموصلات الفائقة.
ووصفت نتائج للكونجرس الأمريكي قل عدة سنوات، العناصر الأرضية النادرة في أفغانستان بأنها "مهمة للأمن القومي".
إذ تعتبر العناصر الأرضية النادرة، مفتاحا لإنتاج أنظمة الملاحة بالدبابات وأنظمة توجيه الصواريخ ومحركات الطائرات المقاتلة ومكونات الدفاع الصاروخي والأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات من الدرجة العسكرية.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز