المعادن النادرة.. كلمة سر تجذب الصين تجاه طالبان
لطالما كانت الصين، واحدة من اقتصادات قليلة حول العالم، التي تقوم بعمليات تطوير المعادن على أراضي دول أخرى.
بينما تشير تقارير إعلامية دولية عن ضربة تلقتها الصين، نتيجة عودة حركة طالبان للسيطرة على أفغانستان، سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا وحدوديا، إلا أن بكين قد تكون إحدى أهم حلفاء الحركة.
مرد هذه الفرضية، يستند إلى الثروات الباطنية الهائلة التي تملكها أفغانستان، في وقت تتخوف دول العالم من إقامة علاقات مع الحركة العائدة بقوة بعد محاولات إنهائها والتي استمرت أزيد من 20 عاما.
- اقتصاد أفغانستان "المأزوم" في قبضة طالبان.. ماذا يعني ذلك؟
- أفغانستان تهيمن على أكبر احتياطي من "معدن" يتهافت عليه العالم
ويرى محللون اقتصاديون، أن الصين قد ينتهي بها المطاف، لتجد نفسها حليفا للحركة، ضمن محاولاتها استغلال المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان.
وتشير التقديرات الرسمية أن قيمة احتياطات المعادن الباطنية لأفغانستان، تتجاوز 3 تريليونات دولار أمريكي، وفقًا لتقرير في مجلة The Diplomat، الغالبية العظمى منها ما تزال غير مستغلة حتى اليوم.
إلى جانب ذلك، فإن بيانات تعود للحكومة الأفغانية لعام 2018، تشير أن 98% من إجمالي الأراضي، لم يتم فيها التنقيب بعد عن مصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز).
سياسيا، وبعد ساعات فقط من اجتياح طالبان لأفغانستان، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين مستعدة "لتعاون ودي مع أفغانستان".
وبحسب الخارجية الصينية: "قالت طالبان في مناسبات متعددة إنها تتطلع إلى مشاركة الصين في إعادة إعمار أفغانستان وتنميتها.. نحن مستعدون لمواصلة تطوير علاقات حسن الجوار".
ولطالما كانت الصين، واحدة من اقتصادات قليلة حول العالم، التي تقوم بعمليات تطوير المعادن على أراضي دول أخرى، وتطمح أن تكون أفغانستان الهدف المقبل لها، لتحقيق فائدة قصوى.
وكانت بعض أنواع المعادن، أداة صينية في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، باعتبارها مُصدرا للمعادن النادرة إلى واشنطن كورقة ضغط في الحرب بينهما.
والمعادن النادرة هى مجموعة من 17 عنصراً كيمياوياً تُستخدم في كل شيء من الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة إلى المعدات العسكرية.
وقال أحد المحللين لشبكة "CNBC" هذا الأسبوع، إن أفغانستان تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات من المعادن الأرضية النادرة، والدول -مثل الصين- التي قد تتطلع للانقضاض على البلاد يجب أن تتبع الشروط الدولية.
وقالت شمايلة خان، مديرة ديون الأسواق الناشئة في AllianceBernstein، إن حركة طالبان ظهرت بموارد تمثل "عرضا خطيرا للغاية للعالم"، مع وجود معادن في أفغانستان "يمكن استغلالها".
وتمتلك أفغانستان عناصر أرضية نادرة مثل اللانثانم، والسيريوم، والنيوديميوم، وعروق الألمنيوم، والذهب، والفضة، والزنك، والزئبق، والليثيوم.
وتُستخدم كافة هذه العناصر الأرضية النادرة، في كل شيء من الإلكترونيات إلى السيارات الكهربائية والأقمار الصناعية والطائرات.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز