طالبان تسيطر على قندوز مجددا.. 15 عاما من حرب الكر والفر؟
سيطرة طالبان على مدينة قندوز بشمال أفغانستان تمثل أكبر نجاح تحققه الحركة المتشددة في الصراع الممتد منذ 15 عاما.
شق مقاتلو حركة طالبان طريقهم إلى وسط مدينة قندوز بشمال أفغانستان، اليوم الاثنين، وسيطروا على التقاطع الرئيسي الذي كانوا قد رفعوا علمهم عليه قبل عام، فيما مثل أكبر نجاح يحققونه في الصراع الممتد منذ 15 عاما.
وقال شهود والشرطة إن مقاتلي التنظيم المتشدد الذين دخلوا المدينة في ساعات الصباح الأولى كانوا يهاجمون مقر الحاكم ومقر قيادة الشرطة في حين شوهد عدد من المسؤولين يهربون إلى المطار.
ويسلط الهجوم على قندوز الضوء على الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان وقدرة طالبان على ضرب أهداف هامة ويأتي وسط تصعيد القتال في إقليم هلمند الاستراتيجي الجنوبي وعشية مؤتمر مهم للمانحين في بروكسل.
وفي سبتمبر/أيلول 2015 سيطرت الحركة على المدينة الاستراتيجية ليمثل حينها إحدى أقوى الضربات للحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، والتي استعادت لاحقا السيطرة على الأمور.
ويبدو أن سيطرة حركة طالبان على مدينة قندوز الإستراتيجية شمالي أفغانستان تخلف تداعيات كبيرة تتجاوز أهمية المدينة وموقعها الجغرافي، حيث تعيد وضع أفغانستان على الأجندة الدولية بعدما احتلت أزمة سوريا صدارة الاهتمام العالمي.
وأظهرت مقاطع نشرتها طالبان على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلين في قندوز وهم يتجولون في الشوارع الخالية ويصفون كيف سيطروا على مواقع للجيش واحتجزوا أسرى.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن قوات طالبان تعامل السكان معاملة طيبة وتعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة.
وأشار شهود إلى أن المقاتلين اخترقوا خط دفاع أمني حول قندوز ودخلوا المدينة نفسها من أربع جهات قبل اندلاع الاشتباكات.
وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق المدينة وتسنى سماع دوي إطلاق نار في قندوز حيث قاتلت القوات الأفغانية بدعم من ضربات جوية وقوات خاصة أمريكية قبل عام بالتحديد لطرد المتشددين الذين اجتاحوا المدينة.
وقال شهود إنهم رأوا مقاتلي طالبان يحملون بنادق كلاشنيكوف ورشاشات وقذائف صاروخية ويتجولون في الشوارع الخاوية ويدخلون المنازل ويتخذون مواقع لهم على الأسطح.
وقال مسؤولون أفغان إن قوات خاصة سترسل إلى المدينة وشددوا على أنهم لن يفقدوا السيطرة عليها.
وأجبر الهجوم على قندوز مسؤولين على إلغاء مراسم كانت مقررة اليوم الاثنين لإحياء الذكرى الأولى لضربة جوية أمريكية دمرت مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.
سيطرة طالبان على قندوز تعد انتكاسة للقوات الحكومية التي تعاني أصلا في مواجهة الحركة منذ إعلان القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ترك المهام القتالية نهاية 2014 واقتصار دورها على دعم القوات الأفغانية.
هجمات في أجزاء مختلفة من أفغانستان
يأتي الهجوم في الوقت الذي صعد فيه مقاتلو طالبان عملياتهم في مناطق مختلفة من أفغانستان بما في ذلك إقليم هلمند الذي يهددون عاصمته لشكركاه.
وقال مسؤولون إن مقاتلي طالبان الذين يتمركزون الآن على الناحية الأخرى من نهر هلمند أمام وسط مدينة لشكركاه سيطروا اليوم الاثنين أيضا على منطقة ناوا إلى الجنوب من المدينة فتسببوا في سقوط ضحايا وقتلوا قائد الشرطة المحلية.
واستمر القتال العنيف أيضا على طول الطريق السريع المؤدي إلى ترين كوت عاصمة إقليم ارزكان إلى الجنوب فيما أثار هجوم لطالبان في الثامن من سبتمبر أيلول مخاوف من سقوط آخر مثلما حدث مع قندوز العام الماضي.
وقال أمر الدين والي عضو المجلس المحلي وهو يقف مع قوات الأمن على أطراف قندوز "كل يوم يدخل مقاتلون المدينة وتصدهم قوات الأمن. هناك قتل ومعارك يوميا."
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA=
جزيرة ام اند امز