صحيفة بريطانية: انسحاب "مخزٍ" لطالبان أمام "الأسود الخمسة"
منيت حركة طالبان بهزيمة مذلة أمام قوات المقاومة في ولاية بنجشير، والمسماة بـ"الأسود الخمسة"، مهددين آمالهم بدولة موحدة.
ووفقا لصحيفة "صن" البريطانية فقد تمكنت قوات أحمد مسعود من صد هجوم مقاتلي طالبان في الولاية تلك المنطقة الجبلية الواقعة شمال كابول، وذلك خلال الليل.
وقال علي نزاري، رئيس العلاقات الخارجية لتحالف الجماعات المناهضة لطالبان، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن عناصر طالبان كانوا يحاولون مهاجمة بنجشير، لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك. لقد واجهوا الهزيمة اليوم وتراجعوا."
لكن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، زعم أنه لم يكن هناك قتال في بنجشير حتى الآن، وأن طالبان تسعى لحل سلمي.
وتجمع العديد من معارضي طالبان في ولاية بنجشير ، بمن فيهم عمرو الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، والذي يزعم أنه الرئيس بالنيابة.
وفي رسالة على "تويتر" إلى الأفغان ، قال صالح: "انضموا إلى المقاومة. لن أنحني مطلقا، مطلقا، تحت أي ظرف من الظروف لطالبان".
وقد تعهد بالمقاومة بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد.
ويقود أحمد مسعود، نجل القائد السابق لقوات التحالف الشمالي أحمد شاه مسعود الذي شارك في الحرب مع الولايات المتحدة لطرد طالبان من السلطة عام 2001، قوات المقاومة في بنجشير.
وكان مسعود قد ذكر في مقابلات مع وسائل إعلام عربية إن مقاتليه سيقاومون أي محاولة للسيطرة على الولاية بالقوة لكنهم منفتحون على الحوار مع طالبان.
وخلال الأيام القليلة الماضية، وصل إلى الولاية مقاتلون مناهضون لطالبان للانضمام إلى تحالف مسعود.
وأشارت تقارير إلى انضمام قوات الكوماندوز والقوات الخاصة الأفغانية الذين تلاحقهم طالبان الآن إلى قوات مسعود - حيث تعهدوا بالقتال حتى "آخر قطرة دم".
وتلقى هؤلاء الجنود تدريبهم على يد القوات الأمريكية والبريطانية ويعتبرون الجنود النخبة.
وقال مصدر لصحيفة "صن"، إنه : "نحن بالآلاف وسينضم إلينا الكثيرون.. إنها ليست مقاومة عادية.. إنها مقاومة آلاف القوات المدربة الذين يعرفون كل شبر من الأرض ولديهم خبرة ممتازة على مدى السنوات العشرين الماضية.. لن أموت قبل تدمير طالبان.. سنقاتل حتى آخر رصاصة."
وقال مصدر للصحيفة: "خلال الأيام الثلاثة الماضية، شقت أرتال من قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية طريقها إلى بنجشير، لدعم القتال ضد طالبان تحت راية تحالف مسعود.
ووجه أحمد مسعود تحذيرا شديدا إلى طالبان، وذلك بعد أن أظهرت صور عشرات المجنّدين التابعين للحكومة السابقة يجرون تدريبات اللياقة الروتينية، ومجموعة من عربات الهامفي تشق طريقها عبر الوادي للانضمام إلى ما أطلق عليه الدفاع عن أفغانستان ضد طالبان.
وقال إنّ "قوات حكومية قدمت إلى بنجشير من عدة ولايات أفغانية".
وحذّر من أنه "إذا رفضت طالبان الحوار فلا مفر من الحرب"، مضيفا "طالبان لن تدوم طويلا إذا استمرت في هذا الطريق.. نحن مستعدون للدفاع عن أفغانستان ونحذر من إراقة الدماء".
ويقع وادي بنجشير على بعد حوالي 150 كيلومترا شمال كابول.
وبقيت "بنجشير" الولاية الوحيدة في أفغانستان خارج سيطرة حركة "طالبان"، حيث يطالب القيادي العسكري أحمد مسعود، نجل القيادي الراحل أحمد شاه مسعود، بمفاوضات مع طالبان قبل دخول "الأسود الخمسة".
وبنجشير هي واحدة من 34 ولاية في أفغانستان، ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، معظمهم (98.9%) من الطاجيك.
وعجز جيش الإمبراطورية البريطانية عن اختراق المنطقة أثناء محاولته السيطرة على أفغانستان في القرن التاسع عشر.
وفي الثمانينيات، تمكن المقاتلون الذين يدافعون عن الوادي تحت قيادة أحمد شاه مسعود من كبح جماح القوات السوفيتية، حتى مع سيطرة الاتحاد السوفيتي على كابول ومساحات كبيرة من بقية البلاد.
وتلعب تضاريس وادي بنجشير دورًا في نجاحها الدفاعي، ويقع وسط سلسلة جبال هندو كوش ولا يمكن الوصول إليه إلا من خلال ممر ضيق.
وقبل سيطرة طالبان على أفغانستان، دعا قادة إقليم بنجشير الحكومة الأفغانية في كابول إلى منحهم مزيدًا من الحكم الذاتي.
ومعظم سكان الولاية من الطاجيك، في حين أن طالبان من عرقية البشتون إلى حد كبير.