رغم تحذير طالبان.. تركيا تتدخل في أفغانستان بذريعة مطار كابول
رغم تحذير حركة طالبان بشدة تركيا من إبقاء قوات في أفغانستان، كشفت أنقرة أنها تنتوي إجراء مباحثات مع الحركة لحماية مطار كابول.
والأسبوع الماضي، حذرت طالبان بشدة تركيا من إبقاء قوات في أفغانستان لحماية مطار كابول بعد إنجاز انسحاب القوات الأجنبية المرتقب بحلول نهاية أغسطس/آب.
هوس بالتوسع، ونهم للنفوذ، يدفعان تركيا للبحث عن ساحات الصراع حول العالم، لوضع موطئ قدمٍ، وقوده ووسيلته دائما المرتزقة السوريّون.
فمن سوريا نفسها، إلى ليبيا مرورا بناغورني قره باغ، وأخيرا أفغانستان، استمرت أنقرة في إرسال شحنات من المرتزقة عبر رحلاتها العابرة للقارات، المتعطشة للنفوذ، وكسر العزلة الدولية.
تقارير إعلامية جديدة كشفت أن تركيا تعمل على قدم وساق لإرسال مئات من عناصر مرتزقتها إلى أفغانستان، وبدأت التحضير لذلك باجتماع مع قيادات الفصائل الموالية لأنقرة في سوريا أواخر الشهر المنصرم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين، إن بلاده تنوي إجراء محادثات مع طالبان بشأن رفض الحركة السماح لأنقرة بإدارة مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأوضح أردوغان، للصحفيين في إسطنبول قائلا: "بإذن الله، سنرى أي نوع من المحادثات يمكن أن نجريها مع طالبان ونرى إلى أين ستأخذنا".
وتجري تركيا محادثات مع مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية بشأن عرض قدّمته أنقرة، للمساعدة في ضمان أمن مطار كابول وعمله، وهو أمر أساسي لتمكين الدول من الإبقاء على حضورها الدبلوماسي في بلد يشهد معارك عنيفة بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية.
وكان أردوغان قد بحث هذه المسألة مع نظيره الأمريكي جو بايدن خلال لقاء ثنائي جمعهما على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي عقدت في يونيو/حزيران الماضي.
وجددت المعارضة التركية هجومها على نظام أردوغان بسبب إصراره على الزج بجيش بلاده في الصراع بأفغانستان.
فائق أوزتراق، متحدث الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، هاجم، في تصريحات إعلامية، حكومة بلاده بسبب تمسكها بحماية مطار العاصمة الأفغانية كابول؛ رغم تهديدات حركة طالبان بالتعامل مع الجنود الأتراك كغزاة.
وتجري أنقرة وواشنطن محادثات بشأن دعم الولايات المتحدة وحلف الأطلسي للمهمة التركية في أفغانستان ماليا ولوجستيا.
وأعلنت طالبان أن "قرار القادة الأتراك ليس حكيما، إنه انتهاك لسيادتنا ولوحدة وسلامة أراضينا وهو مخالف لمصالحنا الوطنية".
وبداية الشهر الجاري، قال متحدث باسم الرئيس التركي إن بلاده قد تواصل حراسة مطار كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.
وأضاف المتحدث الرئاسي التركي، إبراهيم كالين، أن أنقرة على استعداد للإبقاء على قواتها هناك لمواصلة هذه العملية، مشيرا إلى أن أنقرة تحتفظ بـ"قنوات" مع طالبان.
ويمكن تصور استمرار انخراط تركيا في العملية بموجب تفويض جديد من الأمم المتحدة أو على أساس اتفاق ثنائي مع الحكومة الأفغانية وتأييد من مسلحي طالبان.
وشكل مطار كابول معضلة للولايات المتحدة ودول أخرى تغادر قواتها أفغانستان حاليا، ولدى هذه الدول هواجس تتعلق بكيفية إجلاء أفرادها، مثل الدبلوماسيين، إذا ما اندلع القتال في العاصمة.
وكان أردوغان ربط في الآونة الأخيرة بين استمرار وجود القوات التركية و"دعم دبلوماسي ولوجستي ومالي" من الولايات المتحدة، ويجري الجانبان مباحثات بشأن التوصل لاتفاق في هذا الصدد، وقد توفر تركيا أيضا الأمن لبعثات أجنبية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg
جزيرة ام اند امز