دعوات دولية إلى "إنهاء عاجل" لاكتساح طالبان الأراضي الأفغانية
دعت أكثر من عشر بعثات دبلوماسية في أفغانستان إلى "إنهاء عاجل" لهجوم طالبان العسكري، في إشارة إلى سيطرة الحركة على أراض أفغانية.
وشددت البعثات الدبلوماسية، في بيان، على أن هذا الهجوم يتعارض مع ما تعلنه لجهة نيتها التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء النزاع.
ووقع البيان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأكثر من عشر بعثات دبلوماسية أخرى في كابول، فيما جاء إثر جولة مفاوضات جديدة غير مثمرة في الدوحة نهاية الأسبوع بين الحكومة الأفغانية وطالبان كان يأمل كثيرون في أن تحيي مسار السلام المتعثر.
وجاء في النص أن "هجوم طالبان يتناقض بشكل مباشر مع زعمها دعم تسوية تفاوضية للنزاع".
وأضاف أن الهجوم "أدى إلى إزهاق أرواح أفغان أبرياء، بما في ذلك عبر تواصل عمليات القتل المستهدف وتشريد المدنيين والنهب وحرق المباني وتدمير بنى تحتية حيوية وتخريب شبكات اتصال".
ويلتقى الطرفان الأفغانيان بشكل متقطع منذ أشهر، لكنهما لم يتوصلا إلى نتائج ملموسة، ويبدو أن المحادثات فقدت زخمها مع تحقيق الحركة مكاسب ميدانية هائلة.
ولم يورد بيان مشترك لهما مساء الأحد الكثير بخلاف الاتفاق على الوصول إلى "حلّ عادل" والاجتماع مجددا الأسبوع المقبل.
قال كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله، في تصريح لوكالة فرانس برس الإثنين: "اتفقنا على ضرورة عدم توقف المفاوضات".
لكنه أكد أن أيا من الطرفين لا يسعى حاليا لإبرام وقف لإطلاق النار خلال المحادثات، رغم دعوات من المجتمع المدني الأفغاني والمجتمع الدولي لخفض التصعيد.
والأحد، كشف مسح أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن حركة "طالبان" حققت مؤخراً مكاسب كبيرة في أفغانستان، وتسيطر الآن على أكثر من 210 مناطق.
وخلص المسح، الذي تم في منتصف يوليو/تموز الجاري، إلى أن هذا يعني أن "طالبان" تسيطر على أكثر من 50% من نحو 400 منطقة في 34 إقليما في أفغانستان.
وتوصل مراسلو "د.ب.أ" خلال المسح إلى أن سيطرة الحكومة تقلصت إلى نحو 110 مناطق في أنحاء البلاد، بالإضافة لذلك، تشهد نحو 80 منطقة اشتباكات بين الجانبين.
يشار إلى أن "طالبان" حققت معظم مكاسبها منذ أن بدأت القوات الدولية في مايو/أيار الماضي سحب قواتها رسميا.
يشار أيضا إلى أن حركة طالبان تركز على شمال البلاد، حيث كانت المقاومة السابقة لحكمهم هي الأقوى في الفترة من 1996 حتى 2001 .
وحققت الحركة مؤخرا أيضا مكاسب في معقلها التقليدي إقليم قندهار بجنوب أفغانستان.
وسيطرت طالبان في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، على منطقة "سبين بولداك"، حيث يقع أحد أهم المعابر الحدودية والتجارية في البلاد، بحسب ما ذكره البرلماني جول أحمد كامين، وعضو مجلس الإقليم نعمة الله وفا.
وفقد المزيد من الأشخاص حياتهم وتشردوا من منازلهم، في ظل اشتداد القتال.