محاولات "شيطنة" الإمارات واستهداف نموذجها الناجح في مختلف المجالات ليس طارئا، بل هو انعكاس لحالة من الارتباك أمام تجربة عربية كسرت الصورة النمطية في إدارة الدول، وتجاوزت الشعارات الشعبوية التي لطالما ارتبطت بالفشل والعجز.
منذ أن خطت دولة الإمارات بثبات نحو المستقبل بنجاح باهر، وأصوات النشاز لم تهدأ، في حملات بائسة ضد ما لا تفهمه ولا تقدر على مجاراته.
النجاح الإماراتي جاء لأنه حمل رؤية جريئة تحمل رسالة صريحة لم يجرؤ كثيرون على البوح بها: "الإسلام السياسي ليس هو الطريق".
ومن منطلق سيادي وفكري، قررت الإمارات أن تقطع الطريق على تيارات التشدد التي تستخدم الخطابات الشعبوية أداة لمشروعها، وأن تبني دولة تقوم على قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على المستقبل.
مؤخرا، اختارت سلطة بورتسودان في السودان، الذي لا يزال بعض ضباط نظام البشير يؤثرون في قراره، التوجه إلى محكمة العدل الدولية، ظنًّا منها أن الزج بالإمارات داخل أروقة قصر لاهاي قد يغطي على أزماتها الداخلية، لكن الدعوى سقطت حتى قبل أن تُقرأ.
وبعد أن انتهت هذه المغامرة القانونية الفاشلة، خرجت هذه السلطة التي يتغلغل فيها الإسلاميون، ببيان مضحك عديم التأثير؛ متناسية أن الإمارات تضع الإنسان أولا، وتصون حقوق الآلاف من أبناء السودان الممزق الذين يعيشون على أرضها بكرامة لم توفرها لهم سلطته الورقية.
ولأن الرؤية الإماراتية كشفت زيف شعارات الإسلام السياسي التي تلعب على عواطف البسطاء، أصبحت أبوظبي هدفا دائما لأولئك الذين يرون في كل نجاح لها تهديدا مباشرا لخطابهم المهترئ.
وهنا، لم تتكئ الإمارات على شعارات الصمود ولا على خطابات ثورية بالية، لكنها شيدت مدنا متلألئة وأطلقت أقمارا صناعية، واستثمرت في الإنسان قبل البنية التحتية.
وأصبحت دبي وأبوظبي مرجعا في الاقتصاد والحوكمة والتعليم والدبلوماسية، ومثالا للتقدم الحضاري في كل شيء.
وهذا حقا ما يثير حنق من عجزوا عن إدارة أبسط الملفات كالماء والكهرباء والخدمات العامة الأساسية، رغم ما تملكه دولهم من ثروات طبيعية هائلة.
الإمارات لا تدّعي صنع المعجزات، لكنها تملك ما لا يملكه كثيرون: التخطيط، والشفافية والصدق مع الذات.
كما أنها لا تحتاج لشهادة من أحد، بقدر ما تحتاج أمتنا العربية إلى إدراك أن التنمية المستدامة لن تتحقق مع من يخلط الدين بالسلطة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة