ترامب ينقذ الذهب بعد 48 ساعة تاريخية.. لا رسوم جمركية على «النفيس»

وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدا للتكهنات بشأن فرض تعريفات على سبائك الذهب. وفي تصريح مقتضب نشر على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب ترامب: "لن تُفرض رسوم جمركية على الذهب!".
جاءت تصريحات ترامب بعد فترة تخبط في ملف الرسوم الجمركية ألقت بظلالها على أسعار الذهب مما يكشف حجم التأثير العميق للسياسات التجارية الأمريكية على أسواق المعادن الثمينة.
وفي وقت سابق، أثيرت تكهنات بنيت على قرارات متضاربة صادرة عن جهات حكومية أمريكية بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الذهب من سويسرا في إحداث اضطرابات كبيرة بأسواق المعدن النفيس، دفعت بأسعاره نحو مستويات قياسية قبل أن تتراجع لاحقا.
قرارات متعارضة
وفي تطور مفاجئ الأسبوع الماضي، أعلنت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن سبائك الذهب السويسرية ستخضع لرسوم جمركية بعد إعادة تصنيفها ضمن فئة تخضع للضرائب بموجب سياسات تجارية جديدة. والقرار الذي يتعلق تحديدًا بالسبائك ذات الأوزان 100 أونصة و1 كيلوغرام، أحدث حالة من الذعر بين المتعاملين، ودفع بأسعار الذهب إلى الارتفاع الحاد.
لكن، وبعد يومين فقط، نقلت وكالة بلومبرغ عن مسؤولين في إدارة الرئيس ترامب نيتهم إصدار سياسة جديدة لإعفاء هذه السبائك من الرسوم، وذلك في محاولة لتوضيح ما وصفوه بـ"سوء الفهم" الذي نتج عن تصنيف غير دقيق للمنتجات المعدنية الخاصة.
والقرار الأولي بفرض الرسوم قوبل بصدمة واسعة في الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار العقود الآجلة للذهب في بورصة نيويورك إلى مستويات قياسية تجاوزت 3500 دولار للأونصة، قبل أن تعاود التراجع بأكثر من 70 دولارا مع بدء تراجع المخاوف بعد إعلان نية الإعفاء.
وكان الفارق بين أسعار الذهب في نيويورك ولندن قد بلغ أكثر من 100 دولار للأونصة في ذروة الصدمة، لكنه انخفض لاحقًا إلى نحو 60 دولارا بعد أن هدأت الأسواق نسبيا.
سويسرا
وتشكل سويسرا أحد أكبر مراكز تكرير الذهب عالميا، حيث صدرت خلال الـ١٢ شهرا الماضية ذهبا بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار. وتظهر بيانات بنك HSBC إلى أن صادرات الذهب السويسرية شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال النصف الأول من العام الجاري ٢٠٢٥، إذ سارع المستثمرون إلى استيراد الذهب قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
وعلى الرغم من هذا الاضطراب، يظل الاتجاه العام في الأسواق إيجابيا تجاه الذهب. يقول تريفور ييتس، المحلل الاستثماري في شركة Global X، إن "هذه التطورات تعزز رؤيتنا الصعودية لأسعار الذهب، إذ أن أي اضطراب في تدفقات الذهب العالمية سيدفع الأسعار نحو الارتفاع محليا وعالميا".
أما بوب إياتشينو، كبير استراتيجيي السوق لدى Path Trading Partners، فيرى أن حالة عدم اليقين الحالية تمثل بيئة مثالية للذهب كملاذ آمن، مشيرا إلى أن احتمالات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة تمثل دعما إضافيا للمعدن الأصفر.
طلب متزايد من البنوك المركزية
ويتزامن هذا مع استمرار البنوك المركزية حول العالم في تعزيز احتياطياتها من الذهب، ضمن مساعي لفك الارتباط بالدولار الأمريكي، لا سيما في ظل سياسات الحماية التجارية التي تنتهجها واشنطن.
وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية أضافت 166 طنا من الذهب خلال الربع الثاني من عام 2025، فيما توقع 95% من مديري الاحتياطيات استمرار وتيرة الشراء هذه.
ووفق تقرير "اتجاهات الطلب على الذهب" الصادر حديثا، فقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات داخلية بلغت 170 طنا في الربع الثاني، بقيمة تقارب 400 مليار دولار، وهي أقوى وتيرة نصف سنوية منذ عام 2020.
كما ارتفع الاستثمار الفردي في الذهب بنسبة 11% على أساس سنوي، بدفع من الطلب المتزايد في الصين، أحد أكبر أسواق الذهب الاستهلاكي عالميا.
وفي بداية تداولات الإثنين، تراجع الذهب بنسبة 2.1% ليصل إلى 3418 دولارا للأونصة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ مايو/أيار الماضي، وسط تراجع المخاوف من فرض الرسوم وعودة الآمال بتحقيق تقدم في ملف الأزمة الأوكرانية، قبل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وتأثر الذهب أيضًا بالتوقعات بشأن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة غدًا الثلاثاء، إذ تشير التقديرات إلى أن مؤشر الأسعار الاستهلاكية (باستثناء الغذاء والطاقة) ارتفع بنسبة 0.3% في يوليو/تموز، مقارنة بـ0.2% في يونيو/حزيران، ما قد يضغط على الاحتياطي الفيدرالي بشأن قرارات أسعار الفائدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA=
جزيرة ام اند امز