وسط التحديات التجارية.. شراكات إبداعية تعيد تشكيل صناعة الألعاب

في ظل تهديد الحرب التجارية العالمية، يبحث صانعو الألعاب والدمى في أمريكا عن مستهلكين محصنين ضد زيادة الأسعار بعفل الرسوم الجمركية.
وقد يكون هواة جمع الألعاب من البالغين ذوي الثروات الطائلة هم الحل.
ولجذب هذا النوع الفريد من العملاء، تتعاون الشركات المتخصصة في صناعة الدمى والألعاب المادية، مع فنانين لإنتاج ألعاب حصرية باهظة الثمن، مثل دمى باربي التي يبلغ سعرها 350 دولارًا أمريكيًا ومجموعات مكعبات ليغو التي يبلغ سعرها 8000 دولار أمريكي.
وتُسوّق هذه الألعاب عادةً كأعمال فنية مخصصة للعرض يمكن بيعها بكميات محدودة، وليست منتجات تُنتج بكميات كبيرة ومُصممة للعب الأطفال.
وأنشأت شركات هاسبرو وليغو وماتيل وغيرها مواقع إلكترونية مخصصة لبيع هذه الألعاب الفاخرة لهواة الجمع.
وذلك لمواجهة الأزمة التي تعاني منها الشركات، وتُخيم عليها الرسوم الجمركية وعلى كافة صناعة الألعاب.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز"، أن ما يقرب من 80% من الألعاب المباعة في الولايات المتحدة مصنوعة في الصين، التي تواجه أشد الرسوم الجمركية المحتملة التي هدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقلل الرئيس من شأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية، قائلاً إن الأطفال "سيحصلون على دميتين بدلاً من 30"، مضيفًا أن هاتين الدميتين "ستكلفان بضعة دولارات أكثر مما كانتا عليه في العادة".
وانخفضت مبيعات الألعاب العالمية بنسبة 0.6% العام الماضي، وهو الانخفاض السنوي الثاني على التوالي، وفقًا لشركة أبحاث السوق "سيركانا".
وكان ذلك قبل فرض ترامب للرسوم الجمركية، والتي تتوقع مصادر في القطاع أن تؤدي إلى نقص في المنتجات وارتفاع الأسعار خلال موسم الأعياد الحاسم.
لكن الألعاب التي تجذب المشترين البالغين - أو "الأطفال البالغين"، كما تصف سيركانا بعضهم - كانت نقطة مضيئة لهذه الشركات، التي وجدت أن مبيعات النسخة المميزة من مبيعات باربي وليغو، وبطاقات التداول النادرة، تنمو بوتيرة أسرع بكثير من السوق ككل.
وقالت فريديريك توت، المحللة في سيركانا، "بدأ هذا النمو بالتسارع خلال جائحة كوفيد-19 عندما كنا عالقين في المنزل، بسبب التعامل وع نوع مختلف من المستهلكين".
ويعلم صانعو الألعاب أن هواة الجمع البالغين المستعدين لدفع 70 دولارًا، على سبيل المثال، مقابل دمية سيارة هوت ويلز، أقل حساسية لتغيرات الأسعار الناجمة عن الرسوم الجمركية.
وأضافت السيدة توت، "إنهم يحاولون العثور على هؤلاء المستهلكين المتخصصين المستعدين لدفع مبالغ طائلة مقابل شغفهم".
ومن أبرز العملاء الذين ينطبق عليهم هذا الوصف، تيدي بياسيلي، المنتج في شركة الترفيه الشهيرة نتفليكس في لوس أنجلوس، والذي يعتبر من أشد المعجبين بمسلسل دمى شخصيات "ماسترز أوف ذا يونيفرس" منذ فترة طويلة.
لذا عندما طرحت شركة ماتيل ألعابًا من تصميم المصمم "مادساكي"، وهوفنان ياباني معروف بأعماله بالأكريليك والرش، دفع السيد بياسيلي (49 عامًا) 400 دولار على الفور لشراء دمية الشخصية الرئيسية من هذا العالم المعروفة باسم "هي-مان" ممتطيًا نمره المدرع، باتل كات.
وقال، "أردت قطعة فنية"، مضيفًا أنه كان يبحث عن شيء يُجسّد حبه لتلك الشخصيات، ولكن "بطريقة راقية".
وقطعة الدمية التي صممها مادساكي، التي يبلغ ارتفاعها حوالي قدم ونصف، يضعها الآن بياسيلي على قاعدة في غرفة معيشته، ويقول "أريدها أن تكون قطعةً تدفع الزوار للتساؤل: ما هذا؟".
وكان هذا التعاون من أوائل مشاريع شركة صناعة الألعاب بعد أن أطلقت موقعًا إلكترونيًا عام ٢٠٢٠ باسم "ماتيل كرييشنز" يستهدف هواة جمع الدمى البالغين.
ووصف كريس داون، كبير مسؤولي التصميم في شركة ماتيل، الموقع بأنه "منصة تجريبية" تهدف إلى تحفيز الإبداع.
وعملت الشركة مع مجموعة من الفنانين، منهم فيرجيل أبلوه في لعبة "ماسترز أوف ذا يونيفرس"، ودانيال أرشام وكيني شارف في لعبة "هوت ويلز"، ومارك رايدن، الذي ابتكر مجموعة من دمى باربي السريالية تراوحت أسعارها بين ١٥٠ و٥٠٠ دولار، ونفدت في ثوانٍ بعد طرحها للبيع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز