حفيد البنا بمرمى القضاء الفرنسي.. "الجلاد" أمام ضحاياه لأول مرة
وسائل الإعلام الفرنسية تسلّط الضوء على تفاصيل احتجاز طارق رمضان ومثوله أمام القضاء، وتكشف عن أسباب التوقيت.
مدد القضاء الفرنسي، الخميس، توقيف طارق رمضان حفيد مؤسس تنظيم الإخوان في باريس بعد أن أمضى ليلة خلف القضبان على خلفية اتهامات بالاغتصاب تكشفت بعد تفجر فضيحة هارفي واينستين في الولايات المتحدة.
وغداة احتجاز القضاء الفرنسي، طارق رمضان، حفيد مؤسس تنظيم الإخوان، باتهامه في عدة قضايا بينها "الاغتصاب"، سلّطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على تلك القضايا بنشر مزيد من تفاصيل مسار التحقيقات.
قضية حفيد مؤسس الإخوان، دخلت دائرة الضوء منذ فترة، قبل أن تغيب عن الاهتمام مؤقتا لتعود إلى الواجهة من جديد، مع توقيف رمضان، أمس الأربعاء، لاستجوابه على خلفية قضايا «اغتصاب، وعنف متعمد، والتهديد بالقتل"، فيما من المنتظر أن يواجه حفيد البنا، في وقت لاحق اليوم الخميس، ضحاياه بمقر الشرطة القضائية بباريس.
إذاعة "أر تي أل" الفرنسية، ذكرت، يوم أمس، بأن رمضان يواجه اتهامات بالاغتصاب، في إطار شكاوى تقدمت بها أواخر أكتوبر/تشرين أول 2017، هيندا عياري، وهي كاتبة فرنسية تنحدر من أصول تونسية.
وتتهم عياري، حفيد مؤسس الإخوان باغتصابها في غرفة بفندق "هوليداي إن" شمال العاصمة باريس، حين زارته لطلب استشارة دينية عام 2012.
كما يواجه التهمة نفسها من قِبل سيدة أخرى (40 عاما)، رفضت ذكر اسمها، ولكن محاميها أشار إلى أنها تعاني من إعاقة في الساقين، واتهمته باغتصابها في فندق "هيلتون ليون" عام 2009.
ووفق معلومات حصلت عليها صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية من مصدر قضائي مقرب من لجنة التحقيقات، فإن "المحققين ذهبوا إلى الفندقَين المشار إليهما في الشكاوى المقدمة من السيدتين للتحقق من واقعتي الاغتصاب، ولكن دون التوصل إلى الأدلة المطلوبة".
وأضاف المصدر أنه "بموازاة ذلك، سيقوم المحققون بالتواصل مع السيدتين على مواقع التواصل الاجتماعي، اللتين تواصلتا مع المفكر السويسري"، موضحاً أن "الهواتف والحواسيب الشخصية للضحيتين، سيتم فحصها وتحليل محتوياتها كأحد أدلة التحقيق".
ولفت المصدر القضائي إلى أن محامي المتهم يحاول التشكيك في شهادتي الضحيتين لنفي التهمة عن موكله"، مشيراً إلى أنه "نظراً للطابع المعقد لتلك النوعية من قضايا الاغتصاب بمحاولة كل طرف تشويه صورة الآخر، ستتم اليوم مواجهة كل ضحية على حدة بالمتهم أمام لجنة التحقيق، وفحص كل قضية بشكل منفصل".
وكانت 4 سيدات، تحدثن لصحيفة "لاتربيين دي جينيف" السويسرية، بأن طارق رمضان اعتدى عليهن عندما كن قاصرات، حين كان مدرساً للغة الفرنسية في إحدى المدارس هناك.
من جانبها، أشارت صحيفة "ليبراسيون" إلى أن الكاتبة الفرنسية كارولين فورست تقدمت بشهادتها ووثائق لشهادات جمعتها من عدة سيدات تواصلن مع طارق رمضان، تؤكد علاقاته النسائية ومحاولاته لإغوائهن، ومن المقرر أن تستمع لجنة التحقيق لهذه الشهادات.
وكارولين فورست، كاتبة فرنسية، أصدرت كتاباً بعنوان "الأخ طارق، الخطاب والاستراتيجية والطريقة لطارق رمضان" عام 2004، كما جمعت شهادات لعدة سيدات ضحايا.
ووصفت فورست، حفيد مؤسس الإخوان بأنه "النموذج الحقيقي للواعظ الديني المنافق، صاحب الخطاب المزدوج".
فيما عنونت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية "طارق رمضان.. وسقط الواعظ"، مشيرة إلى أن قطر هي التي وكلت له محاميا يطلق عليه "محامي النجوم" معروف بآرائه المتطرفة ضد الإسلام، لافتة إلى مدى ازدواجية طارق رمضان في كونه يمكن أن يتعاون، من أجل مصالحه، مع أي شخص حتى لو كان متناقضاً مع مبادئه.
غير أنه منذ نحو يومين، نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، تقريراً أشارت فيه إلى تخلي قطر عن حليفها طارق رمضان، بعد كثرة الاتهامات وسوء السمعة وقرب مثوله أمام القضاء، ونقلت عن مصادر، أن الدوحة شددت على طارق رمضان بألا تطأ قدماه بالقرب من بلادها".
وعن سر توقيت مثوله أمام القضاء، قالت إذاعة "فرانس إينفو" نقلاً عن مصدر قضائي، إن "التحقيق طبيعي وجاء في إطار تحقيق أولي لسماع أقواله في قضايا الاغتصاب والعنف".
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز