جمهورية تتارستان.. جسر روسيا للتعايش مع العالم الإسلامي
تتجه أنظار العالم، اليوم الخميس، لعاصمة جمهورية تتارستان الروسية "قازان"؛ حيث تعقد قمة "روسيا والعالم الإسلامي" في دورتها الـ13.
وتحتضن تلك الجمهورية، أحد أقاليم روسيا المسلمة الستة (الشيشان وتتارستان ووقبارووا وبشقردز وداغستان وأوستيا الشمالية) قمة "روسيا والعالم الإسلامي" الاقتصادية بمناسبة مرور الذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل فولغا بلغاريا.
وقال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في مداخلة مع قناة روسيا اليوم على هامش مشاركته بالقمة، "إن المؤتمر هو مبادرة تعزز العلاقة وآفاق العمل المشترك بين روسيا والعالم الإسلامي".
ويشارك في الملتقى، وزراء وسفراء وقناصل من أكثر من 15 دولة بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب وفود دولية وخبراء أجانب، ورؤساء ووزراء الأقاليم الروسية ورؤساء السلطات الفيدرالية.
كما سيضع المجتمعون حجر الأساس لمسجد قازان في حديقة كيرلاي، والذي سيتسع لـ10 آلاف شخص، بحسب السلطات الرسمية في هذا البلد.
وتتربع موسكو على قمة العواصم الغربية من حيث عدد المسلمين حيث تجاوز تعدادهم نحو 25 مليونا، بحسب إحصاء منشور عام 2017.
محور الحلال
وناقش المشاركون، إمكانية تنظيم "محور الحلال" على أراضي جمهورية تتارستان، حيث قال رئيس غرفة التجارة الروسية سيرغي كاتيرين: "إنه من الممكن إنشاء مثل هذه البنية التحتية المعقدة وأن هذا قرار لا يمكن أن ينفذ مرة واحدة، بل عبر عملية تدريجية، وأن الصيرفة الإسلامية هي أحد المكونات المهمة في صناعة الحلال".
ومن المزمع أن يتسع محور الحلال لعدة جوانب أخرى غير الغذاء، وهو ما أشار إليه الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي، رمضان عبداللطيبوف، قائلا: "الحلال ليس فقط الغذاء ومستحضرات التجميل، ومن الضروري التفكير أن الحلال هو الأعمال الصالحة، العلاقات الطيبة".
ويعلق أستاذ العلوم السياسية الروسي، أليكسي مالاشينكو، على ضرورة وجود مثل هذه المجموعة، خاصة في وقت أصبحت فيه روسيا "معزولة أكثر فأكثر، وتحتاج إلى بعض جهات الاتصال المختلفة تماما". وفق ما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضاف أن "العالم الإسلامي مختلف، فلكل دولة مصالحها الخاصة، وفي هذه الحالة سيكون من الأصح الحديث عن العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية"، معربا عن أمله في أن تكون "أكثر إنتاجية وتلبية للمصالح المشتركة".
مسلمو روسيا
وخُصص الاجتماع السابع للمجموعة للحديث عن "التجربة الروسية في الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي والوئام بين الأعراق والأديان- ضمان لتعزيز الهوية المدنية المشتركة".
ويضرب المسلمون في روسيا المثال على التعايش السلمي مع الآخر واحترام عادات وتقاليد مجتمعاتهم، وهو ما أكده الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، في كلمته التي وجهها إلى المشاركين فى الاحتفالية، من أن الجيل الحالي من المسلمين في روسيا يحترم تقاليد وعادات أسلافه، ويتمسك بقوة بمبادئ الخدمة الصادقة للوطن، وبالمثل العليا للوطنية والعدالة.
ويرى الدكتور النعيمي أن الاحتفالية قد يراها البعض رمزية ولكنها تثبت شيئا أن المجتمعات إذا آمنت بالتعايش والتسامح، والاعتراف بالآخر والتنوع والتعددية تبني جسور الثقة والمحبة والاحترام وتعزز الأمن والاستقرار والرفاهية.
أرض التعايش
وتعد تتارستان الرابضة على نهري كاما والفولغا ، -والتي يقطنها حوالي 4 ملايين نسمة ينحدرون من 173 مجموعة دينية أو عرقية أو ثقافية مختلفة بينهم نحو مليوني مسلم من التتار- أرض التعايش والتلاقح بين الأديان.
كما تضم 100 ألف مسجد وكنائس مسيحية كثيرة؛ حيث تنسج روسيا خيوط قوتها الناعمة مع العالم الإسلامي.
وتربط تتارستان عدة قواسم مشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما عبرت عنخه تاليا مينولينا، رئيسة هيئة تنمية الاستثمار في جمهورية تتارستان وعضو الحكومة على هامش الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح 2019 بدبي.
حينها أكدت أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين الدولتين، أبرزها العمل في مجال التعايش السلمي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر، مشيرة إلى أن لديهم تجربة فريدة للغاية تمتد لعدة قرون.
كما ثمن رستم مينيخالوف، رئيس جمهورية تتارستان، جهود دولة الإمارات الراعية لمبادرات التسامح والسلام حول العالم، معتبرا أنها نموذجا رائدا في تعايش الديانات لا سيما في ظل وجود أكثر من 200 جنسية على أرض واحدة.
وسبق والتقى رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، لبحث السبل الكفيلة بترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام بين المجتمعات المسلمة بشكل عام ومسلمي تتارستان بشكل خاص.