توفيق الدقن.. 100 عام على ميلاد "الشرير" الذي لم يرض عن 300 من أفلامه
بخفة ظل ممزوجة بالشر اشتهر الفنان المصري توفيق الدقن، كواحد من أهم نجوم الكوميديا في السينما المصرية وليس من أشرارها.
قبل 100 عام بالتمام وفي 3 مايو/أيار 1923، ولد توفيق الدقن في مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية (دلتا النيل)، قبل أن يتنقل للعيش في العاصمة القاهرة.
في صباه كان الدقن يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، وبالفعل التحق بنادي الزمالك المصري، إلا أن مسيرته الكروية لم تستمر طويلاً، فعمل موظفاً في مصلحة السكة الحديد لفترة.
ارتبط الدقن بحالة عشق مع فن التمثيل وكان يرغب في احترافه، فقدم أوراقه في معهد التمثيل غير أن محاولته باءت بالفشل ورفض قبوله بعد فشله في الالتحاق بالمعهد لرسوبه في اختبارات المعهد.
ظل حلم التمثيل يلاحق الدقن لسنوات، وخلالها كان يمارس حياته كموظف في السكة الحديد، ليلتحق بالمعهد عام 1950، وينجح في الحصول على مرتبة متقدمة بين أقرانه من أبناء دفعته.
شغف الدقن للتمثيل كان حافزاً له للمشاركة في مسرحيات الفنان إسماعيل ياسين، في أثناء وجوده طالباً بالمعهد، كما التحق بالمسرح القومي وظل عضواً فيه حتى بلوغه سن المعاش.
شارك توفيق الدقن في أكثر من 400 عمل فني، وكشف خلال تصريحات صحفية أنه غير راض عن 300 فيلم على الأقل منها، مؤكداً أنه شارك فيهم فقط من أجل المال.
وبرر الدقن الذي استقر لسنواته الأخيرة في حي السكاكيني في القاهرة، قبوله أعمالاً لم تكن جديرة بقبولها بأنه إذا امتنع عنها فسيقبلها غيره، مردفاً "يا فرحتي بالقيم، وأظل على القهوة".
لتوفيق الدقن الكثير من "الإيفهات" السينمائية التي لا تزال في ذاكرة الجماهير، أشهرها إفيه "أحلى من الشرف مفيش، وصلاة النبي أحسن".
وعلى الرغم من أن الدقن اشتهر بين أقرانه بطيبة قبله بعكس ما يقدم على الشاشة إلا أنه يحمل واقعة طريفة ذكرها ابنه في أحد اللقاءات التلفزيونية، حيث كان يقدم أحد الأفلام التاريخية التي تؤرخ مرحلة صراع المسلمين مع الكفار، وحين استبعد من المشاركة في العمل أبلغ من حوله بغضبه من ذلك قائلاً: "مش عاوزني مع المسلمين اعتبروني من الكفار يا أخي".
وللدقن عشرات الأفلام التي تحفظها الجماهير المصرية والعربية عن ظهر قلب منها "درب المهابيل" و"ابن حميدو" و"سر طاقية الإخفاء" و"في بيتنا رجل" و"ألمظ وعبده الحامولي" و"الناصر صلاح الدين" و"مراتي مدير عام" و"على باب الوزير"، كما كان له أدوار معروفة في التلفزيون حتى وافته المنية عام 1988.
وعلى خشبة المسرح قدم الدقن أكثر من عمل منها "عيلة الدوغري، وبداية ونهاية، الفرافير".