"شاي الطين" يستهوي الملايين بنكهة الدخان
باكستان واحدة من أكبر مستهلكي الشاي على مستوى العالم، ويستهلك 73% من شاربي الشاي الباكستانيين كوبين منه على الأقل يوميا.
ينتشر مشروب الشاي بالحليب الكلاسيكي بين كل الطبقات الاجتماعية في باكستان؛ إذ يتميز بكثافته وطعمه القوي واللذيذ، ورغم ذلك يغوي "تندوري تشاي" الباكستانيين بطعمه المميز.
التندور منتشر على صعيد واسع في جنوب آسيا ويستخدم عادة لتحضير الخبز.
في كشك ثناء الله في إسلام أباد، يحتشد باكستانيون كل مساء لاحتساء "تندوري تشاي"، وهو شاي بالحليب يقدّم في أكواب من الطين تخرج مباشرة من تنور تقليدي.
وتوضع هذه الأكواب الطينية في التنور وسط درجات حرارة عالية، وبعدها يصبّ الشاي الذي يحضر بشكل منفصل في تلك الأكواب ويبدأ الغليان بمجرد أن يلامس الطين الساخن.
ويعد صنع الشاي بهذه الطريقة هو الجاذب الرئيسي لكثيرين، كما يوضح ثناء الله مالك المكان الواقع في منطقة راقية في العاصمة الباكستانية.
ويقول: "طريقة تحضير هذا المشروب مثيرة للاهتمام ما يجعل الناس يحبونه"، مضيفا أن الشاي يحتوي أيضا على نكهة دخانية تجذب كثيرين.
بينما يقول الزبون الدائم محمد إسحاق خوار: "هناك أجواء مختلفة خصوصا من خلال الطريقة التي يقدم بها الشاي، فهو نمط قديم جدا يعود إلى الأيام الخوالي عندما كانت تستخدم الأواني الطينية".
بات هذا المشروب شائعا للغاية لدرجة أطلقت مجموعة "تندوري تشاي كومباني" التي أسست في لاهور أخيرا فرعها الثاني.
ورغم أن ثقافة القهوة آخذة في الانتشار في المدن الرئيسية في باكستان مع وجود المقاهي المحلية والسلسلات العالمية؛ فإن الشاي بغض النظر عن طريقة إعداده يبقى عنصرا أساسيا في قائمة الطعام اليومية.
وتعد باكستان واحدة من أكبر مستهلكي الشاي على مستوى العالم، وفقا لشركة البحوث "يورومونيتور إنترناشونال"، في حين كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "جالوب" أن 73% من شاربي الشاي الباكستانيين يستهلكون كوبين منه على الأقل يوميا.
يقول محمد قاسم خان، أحد الزبائن في مطعم صغير في إسلام أباد: "لا يستهلك الشاي بهذه الكميات الكبيرة في باكستان فقط بل في شبه القارة بكاملها، لقد اختلط هذا المشروب بدمنا".
ويضيف: "يزيل الشاي التعب الجسدي، كما أنه يمنحك شعورا بالانتعاش".