الشاي ومزاج المصريين.. 2 مليار جنيه مصري في حب "المشروب الأحمر" (صور)
من بين كل المشروبات التي يتذوقها البشر يقبع الشاي في مكانة مختلفة لدى الغالبية باختلاف جنسياتهم، وعند المصريين تحديدا بات هو "المزاج".
وما بين "الخفيف" و"التقيل" و"الكشري" و"الفتلة" لا تمر ساعات بين كل "كوباية" وأخرى في معظم البيوت المصرية، إذ لا بد من كوب شاي "يظبط الدماغ".
ورغم أن مشروب الشاي عرفته البشرية قبل 5000 آلاف سنة تقريبا، وبدأ من قارة آسيا، تحديدا دول الصين والهند وميانمار، فإنه لم يصل إلى العرب، ومن بينها مصر، حتى القرن التاسع عشر.
ومنذ تلك الفترة تخطى معظم المشروبات الساخنة التي عرفتها مصر حتى بات "نمبر وان" لدى معظم المصريين طبقا للإحصائيات والأرقام، دون تقديم تفسير واضح لعشق هذا الشعب له.
تاريخ الشاي في مصر
لم يعرف العرب الشاي فعليّاً حتى القرن 19، وفي تلك الفترة انتشر هذا المشروب في سوريا والأناضول وتراكيا بعد ترخيص استيراده من الحكومة العثمانيّة.
الرواية الأشهر لمعرفة المصريين هذا المشروب تشير إلى أنّ مصر عرفت الشاي مع الضباط البريطانيين عام 1882، لكن في البداية ظل مشروبا نخبويا، أي مقصورا على العائلات الأرستقراطية والملكيّة.
وعلى يد حملات التسويق الإنجليزية، غزى الشاي الأسواق المصرية وتوغل بين الشعب وتدرج حتى أصبح "المفضل" لدى الأغلبية الذين لا يمر يومهم دون عدة أكواب "تعدل المزاج".
وهناك رواية أخرى تشير إلى أن فضل الزعيم أحمد عرابي ورفاقه العرابيين محمود سامي البارودي وغيرهم في وصول "المشروب الأحمر" إلى مصر.
ووفقا لهذه الرواية فإن عرابي ورفاقه عرفوا مشروب الشاي عندما تم نفيهم من مصر إلى جزيرة سيلان، إذ ظلوا في المنفى نحو 20 عاما حتى صدر بحقهم عفوا بعد القرار الذي اتخذه اللورد كرومر القنصل الإنجليزي في مصر آنذاك.
وهناك، تعرف عرابي على مشروب الشاي بفضل السير تومان جونستون ليبتون، الذي يمتلك مزارع شاي وكان يستضيفهم في مزرعته ليتناولوه سويا، حتى بات مشروبهم المفضل في المنفى.
ليس هذا فحسب، بل من حب عرابي للشاي أرسله إلى أهله وأصدقائه في مصر ليجربوه، ثم توغل بين الناس وانتشرت ثقافته بين المصريين.
أرقام مهمة لاستخدام المصريين مشروب الشاي
من بين كل الدول العربية والأفريقية تحتل مصر قائمة الأكثر استهلاكا لمشروب الشاي، وفقا لاحصائيات اللجنة الدولية للشاي، إذّ يصل متوسط استهلاك الفرد إلى نحو 0.9 كجم سنويًا.
وذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، في نشرة التجارة الخارجية لشهر فبراير/شباط 2023، أن فاتورة واردات مصر من الشاي تراجعت خلال أول شهرين من عام 2023.
وأوضح الجهاز المصري أن واردات الشاي خلال الفترة من "يناير/كانون الثاني – فبراير/شباط 2023 بلغت 46 مليونا و544 ألف دولار مقابل 64 مليونا و771 ألف دولار عن نفس الفترة من العام الماضي 2022، بتراجع يصل إلى 18 مليونا و227 ألف دولار.
بينما أنفق المصريون على الشاي نحو 58.6 مليون دولار في الربع الأول من العام المالي "يوليو/تموز – سبتمبر/أيلول 2022"، لكن استهلاكهم من المشروب الأحمر بلغ ذروته عند 84 مليون دولار في الربع الثالث من العام "يناير/كانون الثاني – مارس/أذار 2022"، وفقا لبيانات البنك المركزي.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز