بالأرقام.. المرأة تنتصر على الرجل في مدارس الأردن
مجموعة من الأرقام تشي بتفوق المرأة على الرجل في مجال التدريس بالأردن.. ماذا يقول الخبراء والأرقام؟
تشير الإحصائيات إلى أن الفتاة الأردنية تفضل مهنة التعليم أكثر من الرجل الذي يفضل أن يتوجه إلى تخصصات أخرى.
المعلمة مرام أبو شربي، معلمة اللغة الإنجليزية، البالغة من العمر 30 عاماً تقول، إن اختيارها لتخصص اللغة الإنجليزية لم يكن محكوماً فقط برغبتها في أن تصبح معلمة. تقول مرام: "عندما جاء الوقت لاختياري التخصص الجامعي، طلب مني والدي اختيار تخصصات تفتح لي مهناً لا يوجد بها اختلاط. ووجدت أن مهنة المعلمة هي الأفضل، فلا توجد خيارات كثيرة. كما أن الأهل يعتقدون أن مهنة التعليم للأنثى ستسمح لها بأن بتحقيق التوازن بين بيتها وعملها من خلال عودتها المبكرة للمنزل واهتمامها بزوجها وأطفالها. فمعظم المهن في هذا الوقت ينتهي وقت الدوام في ساعات متأخرة، ومن الممكن أن تذهب إلى العمل الميداني، وأن تخالط الرجال، ما زال المجتمع الأردني محافظاً بطبعه".
خالد فيصل، معلم الحاسوب، يرى أن المرأة لديها مهارات لا توجد عند الرجل في التحاور مع التلاميذ، خاصة في مراحل رياض الأطفال وصولاً إلى الصف الرابع. ويقول: "هذه السنوات هي الأهم في تعليم الطفل، والمعلمة لديها الصبر وتتواصل مع الطفل كأنه ابنها. أما المعلم فغالباً لا يحتمل الضغط العصبي، بما يؤثر على الأداء داخل الصف وطريقة تعليمه للطلبة، ويفضل الشاب أن يختار تخصصات أخرى غير التعليم لجوانب لا يمكن أن ننكرها وهي الجانب المادي. فمهنة التعليم لا تمنح المعلم دخلاً مادياً مشجعاً، ولا تمنحه الفرصة كي يتطور مستقبلاً أو يوفر له متطلبات الزواج ورعاية عائلة بالشكل الذي يتمناه. في حين أن المعلمة تجد هذا الدخل جيداً لأنه دخل إضافي على دخل زوجها. فالمعلم يبدأ براتب يقارب 350 ديناراً، وهو راتب قليل مقارنة مع غلاء المعيشة، فالحد الأدنى للأجور 190 ديناراً".
رئيسة الجمعية الأردنية لعلم الاجتماع، الدكتورة عبلة وشاح، تجد أن توجه الفتاة الأردنية للتخصصات التي تصبح بها معلمة مستقبلاً يخضع للعديد من التقييمات ومن أهمها التقييمات الأسرية التي تعكس نظرة المجتمع لبعض المهن. فبعض المهن ما زالت تندرج تحت التصنيفات الممنوعة للفتاة، ومع تواجد نماذج كثيرة من الفتيات كسرن هذه الحواجز، إلا أن النظرة العامة ما زالت قائمة. وتقول إن أهم ما يميز مهنة التعليم بحسب النظرة المجتمعية أن المعلمة تخضع لفترة دوام محددة ولا يوجد عليها مطالبات بأن تشارك في اعمال ميدانية، كما أن عدم الاختلاط بالرجال يهم فئة اجتماعية لا يمكن وصفها بالقليلة.
تضيف وشاح "بينت إحصائيات وزارة التربية والتعليم تفوق الإناث في العمل كمعلمات على الذكور المعلمين بكافة المراحل التعليمية، ففي عام 2010 وصلت نسبة المعلمات في رياض الأطفال الى 100% وهي ذات النسبة منذ عام 2000، وشكلت المعلمات في المرحلة الأساسية ما نسبته 66.4% بينما المعلمون 33.6%، وارتفعت نسبتهن إلى 67.1% عام 2011 مقابل 32.9% من المعلمين، وفي المرحلة الثانوية كانت نسبة المعلمات 52% والمعلمون 48%. كما تفوقت الإناث على الذكور في إدارة المدارس بالمرحلتين الأساسية والثانوية، فكانت نسبة المديرات بالمرحلة الأساسية 74.2%، أما المدراء 25.8%، وفي المرحلة الثانوية شكلت المديرات ما نسبته 57.6% أما المداراء 42.4%".
وبحسب الأمين العام لوزارة التربية الأردنية، الدكتور سامي السلايطة، وصل عدد المعلمات إلى 44712 معلمة، وعدد الإداريات بما فيهن مديرات المدارس إلى 6583 إدارية، مقابل 28901 معلم و 3966 إدارياً.
وبالرغم من أن نسبة عمل النساء والفتيات في قطاع التعليم كمعلمات ومديرات هو الأعلى بين مختلف قطاعات العمل، إلا أن نسبة تمثيلهن في مجلس نقابة المعلمين السابق لم تتجاوز 14.2% ، فمن بين 14 عضواً وعضوة في المجلس هنالك فقط إمرأتين، في حين جاء مجلس النقابة الحالي خالياً من أي تمثيل نسائي، وهذا يعكس صعوبة وصول المرأة الى مراكز القرار التي يتطلب منها جهداً إضافياً قد يؤثر على جوانب حياتها الاجتماعية.
ويلفت السلايطة إلى أن الطموح يجعل المرأة تكمل تعليمها وتشارك في الكوادر الأكاديمية الجامعية، ولا تكتفي فقط بأن تكون معلمة على مستوى المدرسة.
وأشار إلى أن إحصاءات التعليم العالي في الأردن للعام الجامعي لعام 2015 تبين أن عدد أعضاء وعضوات الهيئة التدريسية (الجهاز الأكاديمي) بمختلف الجامعات الأردنية الحكومية منها والخاصة بلغ 10675 عضواً، منهم 2836 إمرأة وبنسبة بلغت 26.5%.