نهاية عصر البحث المجاني على الإنترنت.. ماذا حدث؟
كان إجراء البحث على محرك غوغل مجانيا، ما دمت تنقر من حين لآخر على الإعلانات وتسمح للشركة بجمع كميات كبيرة من البيانات عنك، لاستهدافك، لكن خلال الفترة المقبلة قد يتبدل ذلك وفقا لتقرير بيزنس إنسايدر.
ومنذ نهاية العقد الأول من القرن الحالي، استطاع فيسبوك أن يزدهر باعتباره وسيلة مجانية للتواصل مع الأصدقاء، وكان السيل الإعلاني على وسائل التواصل الاجتماعي قد بدأ للتو. وفي وقت متزامن، بدأ موقع يوتيوب في الظهور كعملاق فيديو عبر الإنترنت بفضل المقاطع التي لا نهاية لها والتي تم تحميلها في محتوى مجاني للجميع.
مستقبل الذكاء الاصطناعي المدفوع
لكن اليوم، تبدأ موجة تكنولوجية جديدة ومثيرة يحفزها الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويبدو هذه المرة أنه لن تكون العديد من الخدمات مجانية مستقبلا.
وضرب التقرير مثلا بخدمة أليكسا من شركة أمازون التي تعمل بنظام المقاطع الصوتية وكانت متاحة دائمًا بالمجان. والآن تعمل الشركة على إصدار جديد من الخدمة، مدعوم بنماذج جديدة تحت اسم "ريمركبلي أليكسا"، وهو عبارة عن اشتراك مدفوع.
وقال يوجين كيم مدير قطاع التكنولوجيا في بيزنس إنسايدر، إنه حتى غوغل، عملاق البحث المتاح مجانا عبر الإنترنت، تدرس الاشتراكات المدفوعة لبعض الخدمات والتطبيقات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقال ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل في تصريحات سابقة، إن هناك فرصة كبيرة لاستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير عمليات البحث في محرك البحث غوغل وكذلك خدمات غوغل الأخرى خلال العقد المقبل.
وأشار إلى أنه مع عمل الذكاء الاصطناعي، ستكون هناك أيضا نماذج اشتراك كمسار محتمل أيضًا.
ومن جانبه، قال ورين إيتزيوني، خبير الذكاء الاصطناعي والمخضرم في مجال البحث عبر الإنترنت إن السبب في أن تطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية ستكون مدفوعة هو لأنها أكثر تكلفة من الإطار الحالي للتكنولوجيا وذات قيمة أعلى أيضا. فتدريب وتشغيل نماذج لغوية خاصة بالذكاء الاصطناعي أمر مكلف للغاية، حيث إنه في الوقت الحالي تتكلف وحدات معالجة الرسومات المطلوبة عدة آلاف من الدولارات لكل منها وتحتاج إلى الآلاف منها.
وقال ديف ليمب، رئيس قسم الأجهزة السابق في أمازون، إن الشركة ستضطر إلى البدء في فرض رسوم على الإصدار الأكثر تقدمًا من أليكسا نظرًا للتكلفة العالية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
الإعلانات لن تحل المشكلة
ويبدو أن الإعلانات قد لا تعمل بشكل جيد في مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد. فمحرك بحث غوغل، مثلا، تحتوي صفحته على نتائج البحث التقليدية التي توفر بجانبها مساحة كبيرة لروابط الإعلانات التي ينقر عليها المستخدمون، وقد حققت شركة غوغل بالفعل المزيد من الإيرادات والأرباح في السنوات الأخيرة من خلال حشو صفحات نتائج البحث بالمزيد والمزيد من الإعلانات.
لكن إذا كانت روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي توفر إجابات مباشرة للمستخدمين في المستقبل، فسوف يترك هذا مساحة أقل للإعلانات.
وفي السيناريوهات القصوى لفعالية الذكاء الاصطناعي سوف تمنح أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المولدة للمستخدمين إجابة واحدة مباشرة، وقد لا تكون هناك إعلانات للنقر عليها على الإطلاق في هذه الحالة.
شركات التكنولوجيا الكبرى تواجه ضغوطا
ويعتقد إيتزيوني أن السبب الأكثر أهمية لمستقبل الذكاء الاصطناعي المدفوع قد يكون أن شركات التكنولوجيا تتعرض لضغوط لإظهار نمو الإيرادات وهوامش ربح قوية وسط تباطؤ الإعلانات.
وقد استجابوا حتى الآن لهذه الضغوط بتسريح عدد كبير من العمال، ولذلك يعد البحث عن مصادر دخل جديدة هو الخطوة الطبيعية التالية.
ومن المؤكد أن هناك مخاوف بشأن مشكلة النمو التي تلوح في الأفق في صناعة التكنولوجيا حيث حققت أكبر 7 شركات تكنولوجيا والتي تضم غوغل وأبل وأمازون وميتا ومايكروسوفت وأمازون نموًا سنويًا في الإيرادات بنسبة 15% من عام 2013 حتى عام 2019 كما حققت نموا بنسبة 18% في عامي 2021 و2022.
ويتوقع محللو وول ستريت أن ينخفض هذا النمو إلى 11%. من عام 2023 حتى عام 2025، وفقًا لبحث أجراه مصرف جولدمان ساكس.
وقال إيتزيوني، إن تباطؤ النمو يدفع شركات التكنولوجيا الكبرى إلى استخدام أدوات أخرى لإبقاء المساهمين سعداء، ولذلك من المرجح أن يكون ذلك هو تطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي ذات الاشتراك هي رافعة الربح.
وسيكون فرض رسوم على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة إحدى الطرق لتحقيق أرباح جديدة. ما ما دامت هذه المنتجات جيدة بما يكفي لإقناع المستخدمين بالدفع.
aXA6IDE4Ljk3LjkuMTczIA== جزيرة ام اند امز