قمة الطاقة.. خبراء يؤكدون ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية
الخبراء أكدوا ضرورة إجراء تغييرات ضرورية في منظومة الطاقة العالمية عبر تطوير التقنيات المتقدمة والتعاون الدولي بين مختلف دول العالم.
اتفق عدد من الخبراء من مختلف دول العالم على ضرورة توجيه الجهود الدولية لتحسين كفاءة الطاقة والتخفيف من الانبعاثات الكربونية بالاعتماد على منشآت توليد الطاقة المتطورة وزيادة وعي المستخدمين النهائيين.
وخلال جلسة بعنوان "المهمة الممكنة: جائزة الطاقة العالمية محرك رئيسي لتوفير الطاقة المستدامة للجميع" ضمن أعمال الدورة الـ 24 لمؤتمر الطاقة العالمي الذي تستضيفه أبوظبي، أكد الخبراء إمكانية توليد الطاقة المستدامة اللازمة لتزويد الأجيال الحالية والمستقبلية بالطاقة النظيفة دون الإضرار بالبيئة.
وتشير تقارير صادرة عن معهد الموارد العالمية (WRI) إلى أن حجم انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي قد وصل إلى أعلى حد له على الإطلاق في عام 2018.
ويظهر تقرير آخر أن 36% فقط من إجمالي توليد الطاقة يعتمد على التقنيات منخفضة الانبعاثات، ورغم ارتفاع معدل النمو في هذا المؤشر بنسبة وصلت لنحو 1% مقارنة بالعام السابق، إلا أنه لا يعتبر نتيجة مرضية على الإطلاق.
كما شهد العام 2018 زيادة قياسية في توليد الطاقة الكهربائية من الفحم بلغت (10PWh)، وأرجع الخبراء المشاركون في الجلسة السبب إلى عدم وجود توافق عالمي للسياسات البيئية على الرغم من التزام القوى العالمية بمواجهة الارتفاع في درجات الحرارة.
وأكد ستيفن جريفيث، عضو لجنة جائزة الطاقة العالمية؛ نائب الرئيس الأول للأبحاث والتطوير في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا (KUST)، ضرورة توجيه الجهود لتحسين كفاءة الطاقة والتخفيف من الانبعاثات الكربونية بالاعتماد على منشآت توليد الطاقة المتطورة وزيادة وعي المستخدمين النهائيين، وخاصةً في قطاع النقل.
مضيفاً: "ارتفع حجم مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 68٪ في عام 2018، وقد يكون هذا مؤشراً على أنها ستصبح متاحة أكثر في المستقبل".
وقال رودني جون علام، الحائز على جائزة الطاقة العالمية لعام 2012، عضو لجنة جائزة الطاقة العالمية، عضو اللجنة الدولية للتغيرات المناخية الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2007، إنه يجب الاستغناء عن استخدام الفحم لصالح الغاز الطبيعي، أو تحويله لغاز وتنقيته، بحيث يمكن استخدامه كوقود لتوليد الطاقة بكفاءة عالية، والتقاط الغازات الكربونية بنسبة 100%.
وأشار سيرجي إليكسينكو، الحائز على جائزة الطاقة العالمية لعام 2018، رئيس مختبر مشاكل الحرارة والانتقال الجماعي بمعهد الفيزياء الحرارية (SB RAS) إلى أهمية وميزات استخدام الغاز الطبيعي، وقال إن العالم سيشهد في المستقبل القريب تطوير تقنيات صديقة للبيئة وفعالة لمعالجة الوقود الأحفوري، وزيادة في الاعتماد على محطات الدورة المشتركة وطرق المعالجة العميقة للفحم.
واعتبر الخبراء أن الألواح الشمسية أصبحت أكثر مصادر الطاقة تنافسية مقارنة بالوقود الأحفوري، وزادت نسبة مساهمتها بتوليد الكهرباء بنسبة 31٪ في عام 2018.
كما أشار المشاركون في الجلسة إلى أن تكامل شبكات الطاقة تسهم أيضاً في ضمان التنمية المستدامة لقطاع الطاقة، وقد أصبحت أكثر استخداماً بسبب الطلب المتزايد على الاستخدام البديل لمصادر الطاقة المتجددة.
وقال راي كون تشونغ، رئيس لجنة جائزة الطاقة العالمية، عضو اللجنة العليا التابعة للأمين العام للأمم المتحدة (HELP) لقضايا المياه والكوارث، عضو اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (IPCC) الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2007، "إنه ينبغي تحفيز الابتكارات العلمية والتكنولوجية وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال".
ويؤكد الخبراء أن التعاون الدولي يلعب دوراً مهماً للغاية في جذب الاستثمارات والحد من ظاهرة التغير المناخي، وتحقيق التنمية المستدامة، لأن هذه القضايا تحمل طابعاً عالمياً بطبيعتها.
وقال أوليغ بودارجين، رئيس مجلس أمناء جلوبال إنيرجي أسوسيشين، نائب رئيس مجلس الطاقة العالمي: "يجب أن ينتقل قطاع الطاقة من دوره كمحفز لنمو الإنتاج الصناعي إلى محفز للارتقاء بجودة حياة الناس في كافة أنحاء العالم".
فيما قالت مارتا بونيفيرت، عضوة لجنة جائزة الطاقة العالمية؛ عضوة منتدى قادة الأعمال الهنغاري (HBLF): "ساهمت الطاقة الكهربائية في القرن الماضي بإطلاق بداية دورة تكنولوجية جديدة، وأصبحت مسؤولة في الوقت الحاضر عن توفير حياة جيدة لجميع سكان العالم".
وتعتبر جائزة الطاقة العالمية من أهم العوامل المسرعة لهذه الجهود والتطورات التكنولوجية التي ستساعد في تحقيق مستقبل مستدام بيئياً.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA=
جزيرة ام اند امز