تيدروس غيبريسوس.. قائد الاستراتيجية الجديدة ومحقق تكافؤ الجنسين (بروفايل)

حقق الدكتور تيدروس غيبريسوس عددا من الإنجازات منذ توليه مهام المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على رأسها إطلاق الاستراتيجية الجديدة.

الدكتور غيبريسوس، الذي يقترب من نهاية عامه السادس متربعا على كرسي الوكالة الدولية، بدأ أهم تحول في تاريخ المنظمة والذي أسفر عن مجموعة واسعة من الإنجازات.

• انتخابات "الصحة العالمية".. تيدروس المرشح الوحيد لرئاسة المنظمة

وتحت قيادة تيدروس، وزير الصحة الإثيوبي الأسبق، حققت منظمة الصحة العالمية لأول مرة التوازن بين الجنسين في قيادتها العليا، وبدأت برنامجًا جديدًا لدفع رواتب للمتدربين.

من هو تيدروس غيبريسوس؟

ولد تيدروس في مدينة أسمرة الإريترية، وتخرج من جامعة أسمرة بدرجة بكالوريوس في علم الأحياء قبل أن يحصل على درجة الماجستير في علم المناعة من الأمراض المعدية من جامعة لندن، ودكتوراه في الفلسفة (دكتوراه) في صحة المجتمع من جامعة نوتنغهام وزمالة فخرية من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

بعد دراسته، عاد الدكتور تيدروس إلى إثيوبيا لدعم تقديم الخدمات الصحية حيث عمل أولاً كطبيب ملاريا على المستوى الميداني، قبل أن يترأس خدمة صحية إقليمية ثم خدم لاحقًا في الحكومة الفيدرالية لإثيوبيا لأكثر من عقد وزيرا للصحة ثم وزيرًا للصحة والشؤون الخارجية.

خلال فترة توليه الوزارة الإثيوبية من 2005 إلى 2012، قاد إصلاحًا شاملاً للنظام الصحي في البلاد مبنيًا على أساس التغطية الصحية الشاملة وتوفير الخدمات لجميع الناس حتى في المناطق النائية، وفقا لما ذكره موقع منظمة الصحة العالمية.

وتحت قيادته، وسعت إثيوبيا بنيتها التحتية الصحية، وطورت آليات تمويل صحية مبتكرة ووسعت من قوتها العاملة الصحية، وكان أحد المكونات الرئيسية للإصلاحات التي قادها هو إنشاء برنامج إرشاد الرعاية الصحية الأولية الذي نشر 40 ألف عاملة صحية في جميع أنحاء البلاد، ما أسفر عن انخفاض تقريبي بنسبة 60% في وفيات الأطفال والأمهات مقارنة بمستويات 2000.

كوزير للخارجية الإثيوبي في الفترة من 2012 إلى 2016، ارتقى بالصحة كقضية سياسية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وفي هذا المنصب قاد الجهود للتفاوض على خطة عمل أديس أبابا والتي التزمت فيها 193 دولة بالتمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويُعرف الدكتور تيدروس عالميًا بأنه باحث في الصحة ومدافع ودبلوماسي يتمتع بخبرة مباشرة في البحث والعمليات والقيادة في الاستجابة لحالات الطوارئ.

نشر العديد من المقالات في مجلات علمية بارزة وحصل على جوائز وشهادات تقدير من جميع أنحاء العالم، وتشمل الزمالات الفخرية من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (2012)، والكلية الملكية للجراحين في كلية التمريض والقابلات في أيرلندا (2020)؛ ودكتوراه فخرية في الطب من كلية الطب في جامعة أوميو بالسويد (2018)، وجامعة نوتنغهام وجامعة نيوكاسل (كلاهما 2019).

حصل الدكتور تيدروس أيضًا على العديد من الجوائز الوطنية والمؤسسية، بما في ذلك أن يصبح أول شخص غير أمريكي يحصل على جائزة جيمي وروزالين كارتر الإنسانية في عام 2011 تقديراً لمساهماته في الصحة العامة.

كما حاز وسام العلم الصربي 2016، وجائزة Danida Alumni لمركز Danida للزمالة الدنماركي في عام 2017، ووسام الاستحقاق أوزوالدو كروز في عام 2018 تقديراً لخدماته في مجال الصحة العامة في البرازيل.

واقتنص وسام الصليب الأكبر للفروسية للقديس أغاثا من سان مارينو في عام 2019، وهو واحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في قائمة "تايم" لعام 2020.

إنجازات دولية للدكتور تيدروس غيبريسوس

تم انتخاب الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مديرًا عامًا لمنظمة الصحة العالمية لمدة 5 سنوات من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في جمعية الصحة العالمية السبعين في مايو/آيار 2017.

وبذلك، كان تيدروس أول مدير عام لمنظمة الصحة العالمية ينتخب من بين عدة مرشحين حول العالم، وأيضا كان أول شخص من الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية يرأس وكالة الصحة العامة الرائدة في العالم.

قبل انتخابه في هذا المنصب، شغل غيبريسوس العديد من المناصب القيادية في مجال الصحة العالمية، بما في ذلك منصب رئيس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ورئيس شراكة دحر الملاريا، والرئيس المشارك لمنظمة الصحة العالمية (شراكة مجلس صحة الأم والوليد والطفل).

ووفقا للموقع، فإن الدكتور تيدروس بدأ أهم تحول في تاريخ المنظمة بعد توليه مهام منصبه في 1 يوليو/تموز 2017، والذي أسفر عن مجموعة واسعة من الإنجازات على رأسها اعتماد "استراتيجية جديدة".

تفصيلا، شهدت جمعية الصحة العالمية في 2018 اعتماد الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية برنامج العمل العام الثالث عشر (GPW13)، وهي خطة استراتيجية مدتها 5 سنوات مع التركيز على إحداث تأثير قابل للقياس في البلدان، بهدف دعمها في تحقيق الأهداف المتعلقة بالصحة في أهداف التنمية المستدامة.

وبُني عمل منظمة الصحة العالمية على بيان مهمة جديد بهدف "تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة المستضعفين"، وشملت الاستراتيجية الأهداف الطموحة "المليارات الثلاثة": استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة؛ حماية مليار شخص من حالات الطوارئ الصحية؛ وتمتع مليار شخص آخر بصحة ورفاهية أفضل.

أيضا قاد الدكتور تيدروس تطوير نموذج تشغيلي جديد، ومواءمة الهياكل وطرق العمل الجديدة للمنظمة، وإنشاء عدة أقسام جديدة، بما في ذلك قسم العلوم وقسم البيانات والتسليم من أجل التأثير وشعبة التأهب للطوارئ.

وتحت قيادته، حققت منظمة الصحة العالمية لأول مرة التكافؤ بين الجنسين في قيادتها العليا ، وبدأت برنامجًا جديدًا لدفع رواتب للمتدربين.

أيضا تحت قيادة الدكتور تيدروس، عززت منظمة الصحة العالمية علاقتها مع الشركاء التقليديين متعددي الأطراف من خلال خطة العمل العالمية من أجل حياة صحية ورفاهية للجميع، وتوسيع نطاق مشاركتها مع المجتمع المدني.