يعتمد الإثيوبيون على نظام غذائي فريد ومميز، ولا يزاحمون الآخرين في بعض المحاصيل، كالقمح.
فأكثر أنواع الحبوب المستخدمة محليا هي حبوب يطلق عليها "الطيف" بكسر الطاء، وهي حبوب صغيرة الحجم لدرجة أنها ناعمة جدا ولا تنمو إلا في المرتفعات الإثيوبية والمناطق المجاورة لها، وهي الطعام الأساسي لشعب إثيوبيا، وقد تكون أقل حجما من حبيبات السمسم ولها ألوان بين الأبيض والأسمر.
ونبتة الطيف لا يفوق طولها الذراع، ويُصنع من طحين الطيف خبزٌ خاص يسمى "الانجيرا"، وهو الغذاء الخاص في إثيوبيا.
وللطيف قصة غريبة، فأخيرا بعد دراسات عميقة توصل الباحثون إلى أنه من أكثر أنواع البذور التي تحتوي على المعادن، كالحديد، فتصنيع بعض المخبوزات وأنواع من الكيك من حبوب الطيف مفيد جدا للصحة، حيث ترى دراسات أن الطيف يقلل من أمراض السمنة، وفيما يبدو أن الطيف الأسمر سيصبح طحينا باهظ الثمن لازدياد الطلب عليه داخليا وخارجيا وابتكار بعض الأطعمة من طحينه، رغم أنه من السلع التي كان يُمنع تصديرها، باعتباره الغذاء الرئيسي للشعب الإثيوبي.
ويستخدم الإثيوبيون الطيف بعد أن يتم طحن حبوبه ويصنعون منها مختلف أنواع الخبز المحلي، اللحوح الإثيوبي، الذي يستخدم بدل الخبز، ويؤكل مع أنواع الطهي الإثيوبي المختلف مثل الأيدامات واللحوم والمشاوي الإثيوبية التقليدية.
وللطيف نوعان، الأبيض والأسمر، وقد كان الأبيض في السابق طعام الأسر الأرستقراطية الإثيوبية، والأسمر لمتوسطي الدخل والفقراء، وقد أثبتت دراسات غذائية أن حبوب الطيف السمراء هي الأكثر فائدة، إذ تحتوي على عنصر الحديد بوفرة، علاوة على معادن حيوية أخرى.
ومع تطور الحياة المدنية اتضح أن الفوائد الغذائية للطيف متعددة، فصُنع منه مختلف أنواع المنتجات الغذائية، خاصة النوع الأسمر منه، الذي يتميز بقلة النشويات فيه، وهو المفيد جدا لأصحاب الأمراض المزمنة.
وبات الطيف أكلا مطلوبا عالميا ويتم تصديره إلى خارج إثيوبيا، وفي عام 2018 منعت الحكومة تصديره بعد أن واجه المواطن تحديا كبيرا في الحصول عليه، بعد ارتفاع ثمنه، فعملت كبرى الشركات الأمريكية على إجراء دراسات على حبيباته لمعرفة أهميتها الغذائية.
وتعتبر حبوب وطحين الطِّيف الأغلى بين أنواع الطحين، إذ يصل سعر الجوال "50 كجم" إلى أكثر من مائة دولار، فيما يتأثر الطِّيف بعوامل بيئية، فنَبتتُه ضعيفة القوام، فربما تدمر الأمطار الغزيرة محصوله بعد نضجه، كذلك نزول البرَد أو الثلج يُتلف كميات كبيرة منه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة