"ليس لها فائدة" و"يجب خلعها".. شائعات حول ضروس العقل
ضروس العقل تعد من أسباب معاناة عدد كبير من حالات الإصابة بآلام الأسنان، وتمثل إحدى المشكلات الأساسية لدى البالغين.
ضروس العقل أو "الضروس الثالثة" هي آخر ما ينشأ من الأسنان ولأغلب الناس 4 ضروس عقل، واحد في كل ركن من أركان الفم.
يبدأ ظهورها في فترة العمر التي تتراوح بين 17 و25 سنة، لذا تحمل اسم "ضروس العقل" وتوجد عنها معتقدات متوارثة ليس لها أساس من الصحة يصححها لنا بعض الخبراء المتخصصين.
تعد ضروس العقل من أسباب معاناة عدد كبير من حالات الإصابة بآلام الأسنان، بل وتمثل إحدى المشكلات الأساسية لدى البالغين، لكن في بعض الحالات، يجري خلع هذه الأجزاء دون أي مشكلات.
وحول هذا الموضوع، أوضحت طبيبة الأسنان آنا سواريز، الدكتورة في الجامعة الأوروبية بمدريد، أن فك وعضلات الإنسان البدائي كانت تجعل المنطقة التي توجد بداخلها الأسنان مناسبة من أجل وجود هذه الضروس.
وقالت الأخصائية الإسبانية: "ضروس العقل شأنها شأن باقي الأسنان، تتعرض للتآكل، ما يؤدي إلى فقدانها شيئًا فشيئًا، كما أن عظام الفك العلوي صغيرة بشكل أكبر حاليا وعملية المضغ لا تتطلب أن نستخدم أيضا هذه الضروس".
وذكر المركز الوطني للصحة في بريطانيا، أن إزالة ضروس العقل أحد الإجراءات الأكثر شيوعا في المملكة المتحدة.
وأوضح خبراء المركز، أنه بسبب ظهور هذه الضروس في العشرينات من العمر، فمن المعتاد أن الأسنان الـ28 الأخرى تنمو مكانها، لذا ليس دائما توجد مساحة كافية لضروس العقل من أجل النمو بشكل مناسب، ما يتسبب في خروجها ملتوية أو بشكل جزئي.
وأكدوا أنه إذا تسببت ضروس العقل في إزعاج شديد أو آلام قوية يكون من الضروري تحديد موعد مع طبيب الأسنان الذي سيفحصها وسينصح بخلعها أم لا.
من جانبها، أوضحت الطبيبة ميريا ألكاراز، التي تنتمي إلى مجموعة "ايه دي إي" الصحية التي تنتشر في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبولندا، أنه في حالة لم يستطع الضرس البزوغ بسهولة يؤدي إلى الشعور بآلام وتورم في اللثة، بالإضافة لمخاطر التعرض للعدوى وتسوس الأسنان في ظل بقاء فراغ بين اللثة والضرس الذي يحاول الخروج.
ومن بين الخرافات المتداولة بخصوص ضروس العقل، أنه ينبغي أن يجري خلعها دائما.
ومما لا شك فيه، أن الأمر ليس على هذا النحو، إذ إنه إذا كانت هناك مساحة كافية فلن توجد مخاطر للتعرض للعدوى ولن يلحق أي ضرر بباقي الفم، ومن المفضل عدم التدخل أو التحكم في عملية ظهورها بالفم.
فيما أكدت الطبيبة سواريز، أنه إذا كان هناك ضرس عقل وظل داخل العظم ولم يتسبب في مشكلات فإنه لا يحتاج إلى علاج ولا يتطلب جراحة ومن غير المنصوح في هذه الحالة بخلعه.
وأكدت الخبيرة أنها لا تنصح بالخضوع لخلع ضرس العقل، الذي لا يسبب ألما؛ لأن ذلك يعد تدخلا مضرا.
وتابعت: "من أجل خلع ضروس العقل، في بعض الأحيان يتوجب إزالة عظام ويتطلب متابعة ما بعد الخضوع للعمليات، هذا ليس أمرًا معقدًا لكنه مؤلم بعض الشيء".
ومن الشائعات المنتشرة أيضًا بهذا الخصوص، قول البعض إنه من الأفضل خلع ضروس العقل قبل الوصول إلى الثلاثينات من العمر.
وحذرت الدكتورة ميريا ألكاراز من ذلك، قائلة: "لا يوجد نمط محدد وواضح لخلع ضروس العقل.. ويمكن الاعتماد على عوامل متباينة مثل وضع الضرس وعصب الأسنان والأسنان المجاورة رغم أنه من الأكيد ظهور صعوبات أكثر بهذا الخصوص في المرضى فوق 25 عامًا".
ويعتقد البعض أيضا أن ضروس العقل يمكن أن تنقل باقي الأسنان حتى تغير تركيبة كل الأسنان، وفي هذا الصدد، قالت ألكاراز إنه "يمكن أن تؤثر لكن ليس بشكل محدد".
أما بخصوص الشائعات السائدة أيضا، بأن ضروس العقل لا تفيد في شيء، أكد أخصائيو "ايه دي إي" أنها يمكن أن تقوم بدورها مثل أي ضرس، وأحيانًا تكون موضوعة بشكل جيد ويمكن أن تتصل مع ضرس آخر.
وأخيرا، يوجد اعتقاد أنه من الضروري خلع ضروس العقل عندما يكون المريض سيضع جهاز تقويم للأسنان في الفم، وحول ذلك أكد الخبراء أنه ينبغي إجراء دراسة عميقة بشكل أكبر من أجل معرفة ما إذا كان ذلك ضروريا أم لا، لكن ذلك ليس فرضية مُسلم بها.