طهران تواجه أزمة مياه خانقة.. وتحذيرات من شح غير مسبوق

تشهد العاصمة الإيرانية طهران تصاعدًا في أزمة شح المياه، مدفوعة بانخفاض معدلات الأمطار وتراجع مخزون السدود، ما ينذر بانقطاعات موسعة في الخريف المقبل.
تفاقمت أزمة شح المياه في العاصمة الإيرانية طهران، وسط تحذيرات رسمية من أن استمرار الجفاف وتراجع معدلات الأمطار قد يدفع المدينة إلى مواجهة ظروف استثنائية خلال الخريف، تشمل انقطاعات واسعة في إمدادات مياه الشرب.
وأعلنت شركة المياه في طهران أنها ستتخذ إجراءات صارمة بحق الوحدات السكنية المصنفة ضمن كبار المستهلكين، تقضي بقطع المياه عنها لمدة 12 ساعة متواصلة بعد توجيه ثلاثة إنذارات متتالية.
وتهدف هذه الخطوة، بحسب الشركة، إلى كبح الاستهلاك المفرط والحفاظ على المخزونات المتراجعة في السدود والموارد الجوفية.
وأوضحت الشركة أن تراجع كميات الأمطار خلال العام المائي الحالي، وانخفاض مخزون السدود إلى مستويات مقلقة، يجعلان الوضع المائي أكثر هشاشة، لا سيما مع اقتراب فصلي أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني اللذين يُرجَّح أن يشهدا استمرار الجفاف.
وحذر المتحدث باسم مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن دهنوي، من أن انقطاعات المياه قد تطال عددًا كبيرًا من أحياء العاصمة خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن هذا الوضع سيؤثر على الحياة اليومية لملايين السكان ويعطل الخدمات الحيوية.
من جانبه، أشار حسين حقيقي، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في المنطقة الرابعة بطهران، إلى أن الانخفاض الحاد في الموارد السطحية والجوفية خلق «وضعًا مائيًا غير مريح».
وشدد على ضرورة إدارة الاستهلاك بكفاءة أكبر، موضحًا أن خطة الشركة تشمل، إلى جانب قطع المياه عن المستهلكين الكبار، خفض ضغط المياه في بعض المناطق لتقليل الاعتماد على السدود والآبار.
كما أطلقت الشركة حملات توعية لتشجيع السكان على تبني ممارسات موفرة للمياه، منها تجنب غسل السيارات والسلالم بالمياه، وإصلاح تسربات الأنابيب، وتقليل مدة الاستحمام.
وتروّج الشركة لاستخدام أجهزة ترشيد الاستهلاك التي تُركب على مخارج الصنابير، وتعمل على تقليل التدفق بنسبة تتراوح بين 20 و60 في المئة، من دون التأثير الملموس على الضغط.
وبيّن حقيقي أن هذه الأجهزة، التي تتوفر بأسعار تتراوح بين 50 و60 ألف تومان، يمكن أن تخفض التدفق في المغاسل إلى 4 لترات في الدقيقة، وفي صنابير المطابخ إلى 8–10 لترات، مع إمكانية شرائها بالتقسيط للمجمعات السكنية والمؤسسات.
ولفت إلى أن استبدال رأس الصنبور فقط قد يحقق وفرًا كبيرًا في المياه من دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في الشبكة.
وتشير التقديرات إلى أن نجاح هذه السياسات يعتمد على التزام السكان بتقليل الاستهلاك، في وقت تؤكد فيه السلطات أن أي تأخير في تطبيق إجراءات الترشيد قد يضاعف حدة الأزمة خلال الأشهر المقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز