منفذ عملية تل أبيب غير مؤطر سياسيا.. و"مفاجأة" بشأن والده
حتى ما قبل مطاردته لساعات طويلة في مدينة تل أبيب ومحيطها فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تكن تعلم شيئا عن رعد فتحي حازم.
وحازم الشاب صاحب الـ 28 عاما من سكان مخيم جنين في الضفة الغربية، وآخر الأعضاء المنضمين لقائمة منفذي الهجمات الدامية في الداخل الإسرائيلي.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن حازم "ليس لديه سوابق أمنية كما أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي فلسطيني".
ويتضح أن حازم تسلل إلى إسرائيل عبر الجدار الذي أقامته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية لعدم حيازته على تصريح عمل.
وقالت محطات التلفزة الإسرائيلية إن عنصرين من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) لاحظا حازم بينما كانا في طريقهما لأخذ كاميرات مراقبة في مدينة يافا.
وأشارت إلى أن العنصرين طلبا من حازم، الذي كان قرب مسجد يافا، التوقف ولكنه اختبأ خلف سيارة كانت متوقفة بالمكان وتبادل إطلاق النار معهما حتى مقتله.
ووقع تبادل إطلاق النار في منطقة دوار الساعة الشهيرة في مدينة حيفا فجرا.
ولم يتضح إذا ما كان حازم قد أدى صلاة الفجر في مسجد يافا الكبير، حيث لم تشر أي وسيلة إعلام إسرائيلية إلى أنه أدى الصلاة بالمسجد.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار بعد انتهاء الصلاة في منطقة دوار الساعة الذي يبعد عدة دقائق مشيا على الأقدام عن المسجد.
وكان رعد حازم أطلق النار على إسرائيليين بمقهى في مدينة تل أبيب مساء أمس ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 9 آخرين بينهم 4 في حال الخطر.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية شكت بحازم من خلال كاميرات المراقبة في محيط المقهى حيث نشرت، بعد ساعتين من الهجوم، الصورة الأولى له من خلال أشرطة الفيديو وطلبت من السكان المساعدة في تحديد مكانه.
وظهر حازم في هذه الأشرطة يسير أمام المقهى ويجلس على كرسي في الشارع مقابل المقهى قبل إطلاق النار فيه.
وقالت محطات التلفزة الإسرائيلية إن الانتشار المكثف لآلاف عناصر الأمن، بما في ذلك عشرات الحواجز في داخل ومحيط مدينة تل أبيب، منع حازم من الخروج من المدينة وأجبره على الاختباء حتى اكتشافه وإطلاق النار عليه.
وعملية إطلاق النار في تل أبيب هي الرابعة الفردية التي تنفذ في غضون أسبوعين ما أدى إلى مقتل 13 إسرائيليا.
ونقلت محطات التلفزة عن الأمن الإسرائيلي أن حازم نفذ العملية بمفرده في عملية فردية جديدة.
وكان سبق ذلك عملية إطلاق نار فردية في بني براك (وسط) أدت الى مقتل 5 إسرائيليين وعملية إطلاق النار في الخضيرة (شمال) ما أدى الى مقتل شرطيين إسرائيليين وعملية الدهس والطعن في بئر السبع (جنوب) ما أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين.
ولم يعرف عن حازم أي نشاط حزبي أو تنظيمي قبل تنفيذه عملية إطلاق النار.
ولكن والده هو الأسير المحرر العقيد في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني فتحي حازم الذي قال للمئات الذين احتشدوا أمام منزله، صباح الجمعة: "سترون النصر إن شاء الله في جيلكم، سترون النصر في عهدكم في السنوات المقبلة في الأيام المقبلة".
وأضاف "سترى عيونكم التغيير وستنالون حريتكم واستقلالكم وستنالون النصر بإذن الله، وسيتحرر المسجد الأقصى".
وأشار للصحفيين إلى أن "رعد كان شاباً خلوقاً طيباً سمحاً، مصلياً صائماً، مرضياً وباراً بوالديه، تخصص في مجال الكمبيوتر والتقنيات والمعلومات، وكان يتمتع بذكاء خارق".