هل الطب عن بُعد وسيلة لخفض الانبعاثات؟

الطب عن بٌعد صديق للبيئة، لكن إلى أي مدى؟
زاد اعتماد الناس على الإنترنت والتواصل عن بُعد بعد جائحة كورونا، بل إنّ كل المجالات كانت تبحث في كيفية نقل نشاطها عبر الإنترنت؛ للحفاظ على الصحة العامة. بما في ذلك مهنة الطب، التي تطورت فيها لتُجرى الفحوصات عن بُعد. وبمرور الوقت، تطورت فكرة الطب عن بُعد؛ خاصة وأنها لاقت قبول الناس وأثبتت كفاءتها في مواقف كثيرة، وما زال الكثير من الناس حول العالم يعتمدون عليها بدلًا من زيارات العيادات والمستشفيات.
وقد كشفت دراسة حديثة إلى أنّ الطب عن بُعد، قد ساهم في خفض انبعاثات الكربون بما يعادل 130 ألف رحلة سيارة شهريًا في عام 2023. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "ذا أمريكان جورنال أوف ماندجيد كير" (The American Journal of Managed Care) في 22 أبريل/نيسان 2025.
بيانات!
استخدم الباحثون بيانات مجهولة الهوية من قاعدة بيانات (Milliman MedInsight Emerging Experience)؛ لقياس نحو 1.5 مليون زيارة للتطبيب عن بُعد، وتضمنت أيضًا 66 ألف زيارة في المناطق الريفية خلال فترة الدراسة التي امتدت بين 1 أبريل/نيسان إلى 30 يونيو/حزيران 2023. وحلل الباحثون البيانات وقدروا كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
انخفاض الانبعاثات
وجد الباحثون أنّ كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون قد انخفضت بما يتراوح بين 21.4 إلى 47.6 مليون كيلوغرام شهريًا في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل التطبيب عن بُعد. وهو ما يُعادل انبعاثات لما بين 61 إلى 130 ألف سيارة أو إعادة تدوير لما يقرب من 1.8 إلى 4 ملايين كيس قمامة.
بصورة عامة، يُساهم القطاع الصحي في إطلاق ما يُقدر بـ5.2% من إجمالي الانبعاثات الغازية الدفيئة على مستوى العالم. وقد وضعته مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ على أجندتها منذ الدورة الثامنة والعشرين (COP28) في مدينة إكسبو دبي في دولة الإمارات، والتي شهدت أول يوم للصحة على أجندة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ.
لذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنّ التطبيب عن بُعد يساهم في تقليل الأثر البيئي، ما يعزز استراتيجيات التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
من ناحية أخرى، يتأثر قطاع الصحة بآثار التغيرات المناخية، الأمر الذي يحتاج إلى دعم استراتيجيات التكيف؛ لصد وتقليل آثار الظواهر الطقسية المتطرفة التي قد تؤثر على الرعاية الصحية.