توتر بشأن ميراث آلان ديلون: ابنته أنوشكا الوريثة الوحيدة للحقوق الأدبية

بعد رحيل "الساموراي" الأسطوري آلان ديلون، لم تُغلق الستارة كما اعتاد جمهوره، بل كُشف عن فصل جديد لا يخلو من الدراما: صراع محتدم بين الأبناء، ووصية مفاجئة جعلت الابنة المفضلة، أنوشكا، الوريثة الوحيدة لذاكرة والدها.
ما الذي دار خلف جدران العائلة الأشهر في السينما الفرنسية؟ وكيف تحوّل الإرث من تكريم إلى انقسام؟ هذه القصة تكشف كل ما لم يُقَل عن الأيام الأخيرة لآلان ديلون… وعن التركة التي تركت جرحًا لا يُشفى.
في كتابها الجديد "الأيام الأخيرة للساموراي"، الصادر يوم الخميس، تكشف الصحفية لورانس بيو كواليس إرث النجم الفرنسي الراحل آلان ديلون، الذي أماط اللثام عن انقسام عميق في العائلة، كما صرّحت لإذاعة "إر. تي. إل" الفرنسية.
أنوشكا… الحارسة الوحيدة لذاكرة الأب
الخبر وقع كالصاعقة على أنطوني ديلون وشقيقه الأصغر آلان-فابيان: فوالدهما الراحل اختار شقيقتهما أنوشكا لتكون الوريثة الوحيدة لحقه الأدبي، حسب ما ورد في وصية مؤرخة عام 2022.
الصحفية لورانس بيو، التي شاركت فرانسوا فينيول تأليف الكتاب، أوضحت أن هذا القرار "جرح أنطوني ديلون بشدة، ومحتمل أنه آلم آلان-فابيان أيضًا، لأن الحق المعنوي يجعل من أنوشكا حارسة لذاكرة والدها".
وأضافت بيو: "جميعنا نعلم أنها الابنة المفضلة، هذا أمر معلن ومقبول، وربما أصبح جزءًا من الواقع. لكن أن تكون حارسة للذاكرة، فهذه مسؤولية ثقيلة".
وتؤكد أن العلاقة بين أنوشكا وشقيقيها لم تتحسن منذ وفاة والدهم في 18 أغسطس/ آب 2024.
انعدام الثقة يعمّق الهوة بين الأشقاء
بعيدًا عن الحق الأدبي، يشكل الإرث المادي – الذي قدّرت قيمته الصحفية بيو بنحو 50 مليون يورو – نقطة توتر إضافية بين الأشقاء الثلاثة. تقول بيو: "ربما تنحسر الخلافات بعد انتهاء إجراءات التوريث. لكن حاليًا، لا ثقة بينهم، والجميع يراجع الحسابات ويدقّق في كل التفاصيل خشية أن يكون هناك ما خُفي عنهم".
لا يقتصر الكتاب على مشاكل الإرث، بل يستعرض أيضًا السنوات الأخيرة من حياة آلان ديلون، التي شابها الكثير من التوتر، خاصة بسبب علاقات أولاده بشريكته اليابانية هيرومي رولين. وللمرة الأولى، يعترف آلان-فابيان بأنها كانت بالفعل شريكة والده.
الوصية الثانية… مفاجآت جديدة
من المعروف أن ديلون كان أقرب إلى ابنته أنوشكا من ولديه. وقد قام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، في جنيف، بصياغة وصية ثانية بحضورها فقط، إلى جانب محاميه السابق كريستوف أييلا، أوكل فيها إليها حصريًا الحق المعنوي. ما يمنحها وحدها صلاحية التحكم في استخدام اسمه وصورته وأعماله، في تعبير قوي عن الثقة المطلقة بها. إلا أن هذا الخيار زاد من تعقيد العلاقة المتوترة أصلًا مع شقيقيها.
وفي تصريح لمجلة "غالا" الفرنسية، عبّرت أنوشكا عن العبء الذي خلّفته هذه المكانة المميزة: "لم يكن لي يد في الأمر. في البداية، شعرت بثقل هذه الأفضلية، ثم تعلّمت التعايش معها. لم أختر أن أكون على هذا القدر من القرب منه، كان الأمر طبيعيًا منذ ولادتي… أقول لنفسي إن علاقة الأب بابنته دائمًا ما تكون فريدة، كعلاقة الأم بابنها. وبمرور الوقت، يصبح الحمل أخف".
حرب معلنة داخل العائلة… وإرث مهدّد بالمزيد من الخلاف
منذ وفاة "الوحش المقدّس" للسينما الفرنسية، دخل الأشقاء الثلاثة في صراع معلن. أنوشكا، التي بدت مثقلة بالأسى، قالت: "ما حدث العام الماضي كان بمثابة فاجعتين في آن. لم أفقد والدي فقط، بل شعرت بأني فقدت عائلتي كلها". وأكدت أنها لم تعد على تواصل مع شقيقيها، ما يجعل من تسوية الميراث شأنًا قد يزيد الوضع تعقيدًا.
30 مليون يورو قيد التوزيع بعد خصم الضرائب
وبحسب تحقيق نشرته مجلة "باري ماتش" الفرنسية، تبلغ قيمة الضرائب المستحقة على الإرث نحو 23 مليون يورو، يتوجب سدادها قبل توزيع الحصص.
وبعد الخصم، يُقدّر المبلغ المتبقي بنحو 30 مليون يورو، يُتوقع أن تنال أنوشكا منه حوالي 15 مليون يورو، فيما يتقاسم الشقيقان أنطوني وآلان-فابيان الباقي، بواقع يتراوح بين 6 و7 ملايين يورو لكل منهما.
إرث ثقيل… وجرح عائلي مفتوح
ولم يكن إرث آلان ديلون مجرد ثروة مالية، بل مرآة لعلاقات معقدة وعواطف غير متوازنة. بينما حصلت أنوشكا على الثقة الكاملة من والدها، وجدت نفسها في قلب نزاع عائلي مفتوح، بين حق الذاكرة وثمن المحبة الأبوية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز