صراع على «الميكروفون» يهدد البيت الأبيض.. بايدن في مأزق
يدور خلاف حاد خلف الكواليس بين المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
وذكرت مصادر لموقع إكسيوس الأمريكي، أن الخلاف بدأ يظهر إلى العلن على نحو متزايد حول تقسيم المسؤوليات في مؤتمراتهم الإعلامية المنتظمة، والوقت الذي يحصل عليه كل منهما على المنصة يوميًا، إذ أبدى كيربي امتعاضه من أن جان بيير هي من تختار الصحفيين الذين يوجهون له الأسئلة بدلًا من أن يختارهم بنفسه.
وظهر كيربي، بشكل متكرر على المنصة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول – وبات الخيار الأول لدى الرئيس، الذي يطلب من كيربي في كثير من الأحيان أن يقدم له إحاطة شخصية.
قصة الخلاف
تعود بداية الخلافات، إلى بداية تعيين جان بيير، متحدثة باسم البيت الأبيض خلفا لجين ساكي، حيث فوجئت بالرئيس بايدن يخبرها أن كيربي سينضم إليها كفريق عمل واحد، وهو ما اعتبرته تقويضا للثقة.
وذكر بعض أعضاء الإدارة من أصحاب البشرة السوداء لوسائل الإعلام أن هذا القرار كان مهينًا لجان بيير لأنه يشير ضمنًا إلى أن أول سكرتير صحفي أمريكي من أصل أفريقي على الإطلاق في حاجة إلى الإشراف.
وحاول رئيس الموظفين آنذاك رون كلاين تهدئة جين بيير وإقناعها بقبول الترتيب، فيما اتفق مجلس الأمن القومي في نهاية المطاف مع البيت الأبيض على منح كيربي، الذي شغل منصبي المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع مرتين ومتحدث الخارجية مرة واحدة، لقب "منسق الاتصالات الاستراتيجية".
وفي الوقت نفسه، يتطلع كيربي ليكون المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض يومًا ما، إذ أبدى رغبته في ذلك، في حين أكدت جان بيير أنها تعتزم البقاء في منصبها حتى ما بعد الانتخابات إذا أراد الرئيس بايدن ذلك.
وفي علامة على صعود نجم كيربي الصاعد، بدأ بمرافقة الرئيس على متن طائرة الرئاسة في الرحلات الداخلية بالإضافة إلى الزيارات الدولية، بناء على طلب كبير مستشاري البيت الأبيض أنيتا دان.
وقالت المصادر إن هذا التوتر ربما يؤثر سلبًا على حملة إعادة انتخاب بايدن في الانتخابات المقبلة، خاصة مع وجود متحدثين باسم البيت الأبيض في الواقع، واحدة تتحدث بشأن السياسة المحلية، والآخر بشأن السياسة الخارجية.
التوترات خلف الستار لم تقتصر على جان بيير وكيربي، بل امتدت أيضًا إلى علاقة جان بيير مع نائبتها أوليفيا دالتون التي عبرت عن إحباطها لعدم ظهورها على المنصة بشكل متكرر، رغم تدريبها المكثف لشهور.
ورغم تأكيدات البيت الأبيض بوجود علاقة قوية بين المسؤولتين، فإن مصادر أخرى تتحدث عن وجود توتر واضح.
مسؤولية كلاين ودان
ويرى العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في البيت الأبيض أن رئيس الموظفين السابق رون كلاين، وكبيرة المستشارين أنيتا دان، هما المسؤولان عن الوضع الراهن، مشيرين إلى أن الترتيب غير المعتاد أضعف جان بيير منذ البداية، وجعل مهمتها أكثر صعوبة.
كما انتقد بعض أعضاء الكونغرس من أصول أفريقية الوضع الحالي واعتبروه مهينًا لأول متحدثة سمراء البشرة تمثل الرئيس، مشيرين إلى أن الوضع يوحي بأنها بحاجة إلى إشراف.