أقمار اصطناعية تكشف "مدينة جديدة» بغزة
على طراز الحرب أحاك سكان غزة "مدينة جديدة"، لا شيء فيها يوحي بالحياة سوى تلك الأغطية البيضاء التي تتراءى عن بُعد كشهب لامعة في سماء داكنة.
وكشفت صور أقمار اصطناعية عن الحجم الهائل لمدينة من الخيام أقيمت في مناطق مفتوحة وعلى الأرصفة وبين المباني حول مدينة رفح, في واقع يُترجم حجم الأزمة الإنسانية الأليمة في هذه المدينة والتي تفاقمت مع تكثيف الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في وسط وجنوب قطاع غزة.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها شركة "Planet Labs" الخاصة، خلال الشهرين الماضيين وحتى يوم 14 من الشهر الجاري، التوسع السريع لأحد مخيمات الخيام، في منطقة مفتوحة على طول الحدود بين غزة ومصر والتي كانت فارغة في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقالت شاينا لو، مستشارة الاتصالات بالمجلس النرويجي للاجئين، إن هذه المناطق تواجه تحديات مثل نقص الكهرباء والمياه النظيفة والحمامات وغيرها من الأساسيات، فضلا عن صعوبة الوصول إلى المساعدات المحدودة التي تتدفق إلى رفح. وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، أدى القصف الإسرائيلي المكثف في مختلف أنحاء قطاع غزة إلى نزوح 1.9 مليون شخص، أو 85 في المائة من سكان القطاع، وتركز الجزء الأكبر منه في منطقة رفح.
ويأتي الازدحام نتيجة أوامر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء من مناطق مختلفة في قطاع غزة، بالإضافة إلى المعارك في خان يونس (جنوب) ودير البلح ومخيمات أخرى في المحافظة الوسطى.
وتظهر مقاطع الفيديو والصور التي تتداولها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك إفادات الكثير من السكان، اكتظاظا كبيرا في منطقة رفح، حيث يفترش النازحون قاعات المناسبات والأرصفة ومباني غير مكتملة مع أغطية بلاستيكية للنوافذ، والبعض الآخر ينصب الخيام في مناطق مفتوحة.
ويوم الأربعاء، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "في الجنوب، حول رفح، انتشرت الهياكل المؤقتة من الأغطية البلاستيكية في كل مكان، بما في ذلك الشوارع، حيث يحاول الناس حماية أنفسهم من البرد والمطر. كل واحدة من هذه الأغطية واهية".
مضيفا "رفح مزدحمة للغاية لدرجة أن المرء بالكاد يستطيع قيادة السيارة وسط بحر الناس".
ورغم أوامر الجيش الإسرائيلي للسكان بالنزوح إلى رفح، إلا أن المدينة وغيرها من مدن غزة ما زالت تتعرض لقصف أوقع مئات القتلى والجرحى.
وبحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، قُدِّر عدد سكان رفح بأكثر من مليون شخص، وأصبحت المنطقة الأكثر كثافة سكانية في غزة، مع زيادة في عدد السكان بنحو أربعة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.
ومع تدفق ما لا يقل عن 100 ألف شخص إضافي فإن المنطقة تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وقتل أكثر من 24 ألف فلسطيني في الحرب الإسرائيلية على غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم مباغت شنته حركة حماس ضد بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أوقع نحو 1200 قتيل وعشرات الأسرى.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز