تيرشتيجن.. "الهولندي" الذي تحول من الهجوم لحراسة المرمى
قصة تحول مارك أندريه تير شتيجن عملاق حراسة المرمى في منتخب ألمانيا وفريق برشلونة الإسباني من هداف لحارس مرمى.. تابع التفاصيل
يحتفل الألماني مارك أندريه تير شتيجن حارس مرمى فريق برشلونة الإسباني ومنتخب ألمانيا بعيد ميلاده الثامن والعشرين الخميس، 20 أبريل 2020.
ويعد تير شتيجن بتصدياته الصعبة والحاسمة الاسم الأهم في صفوف برشلونة خلال العامين الأخيرين بالطبع مع الأسطورة التاريخية ليونيل ميسي، قائد الفريق، علماً بأن تير شتيجن الذي يبحث عن فرصة للظفر بحراسة مرمى منتخب ألمانيا بدلاً من مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ، والحارس الأول في ألمانيا في العقد الأخير، لم يبدأ مسيرته كحارس مرمى.
الأصول الهولندية
ولد تير شتيجن في مونشنجلادباخ الألمانية، بينما يعود اسم العائلة تير شتيجن إلى الأصول الهولندية للأب إريش كاوس.
الطفل الصغير بدأ ممارسة كرة القدم في سن عامين، مع شقيقه جيان مارسيل بالقرب من المنزل بين مواقف السيارات، حتى أنه تعلم بعض الحركات في سن الثالثة من عمره.
وبعدها أدرجه والده في صفوف أحد فرق الناشئين الألمانية المغمورة ليبدأ رحلته مع المستديرة.
مهاجم تحول لحارس
لم تبدأ مسيرة شتيجن مع كرة القدم كحارس مرمى، فالشاب الصغير مثله مثل من هم في سنه أراد أن يسجل الأهداف ولكن المشكلة كمنت في أن فريقه لم يكن يجد حارساً للمرمى للذود عن عرينه.
ويروي شتيجن أنه غيّر رأيه بشأن اللعب كمهاجم وتطوع للعب كحارس مرمى، لأن فريقه المحلي لم يجد حارساً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد مدربيه نصحه بالانتقال لحراسة المرمى لأن أسلوب ركضه لم يكن مميزا في منطقة الوسط من وجهة نظر المدرب.
وروى شتيجن تلك القصة في تصريحات نقلتها مجلة "كيكر" الألمانية بعد أول مباراة له: "لقد بدأت أحب الطريقة التي بدأ الجميع يعاملني بها كحارس مرمى، كلهم كانوا يقولون لي لقد لعبت بشكل ممتاز، ومنذ وقتها لم أترك مكاني، أنا سعيد بتلك الرحلة".
بداية الرحلة
بدأت رحلة شتيجن مع فريقه السابق بروسيا مونشنجلادباخ، في سن 5 سنوات حين ترك فريقه المحلي وانضم لأكاديمية جلادباخ.
وبقي تير شتيجن 14 سنة من 1996 إلى 2010 في الأكاديمية متدرجاً بين الفرق المختلفة حتى بات حارس الفريق الأول لجلادباخ في سن 18 سنة.
في مباراة ضد كولن في 10 أبريل 2011، قرر لوسيان فافر مدرب جلادباخ منح الفرصة للحارس الصاعد بدلاً من الخيار الأول البلجيكي لوجان بيلي، الذي اتهمته الجماهير بأنه يهتم بعمله في مجال الأزياء أكثر من كرة القدم.
ونجح الحارس الشاب في الحصول على ثقة مدربه بعدما حافظ 4 مرات في آخر 5 مباريات على نظافة شباكه أبرزها فوز شهير 1-0 على بروسيا دورتموند البطل في تلك النسخة كان بطله شتيجن.
الانتقال لبرشلونة
انضم تير شتيجن إلى صفوف فريق البارسا في صيف 2014 بعقد لخمس سنوات بلغت قيمته 12 مليون يورو.
التعاقد مع الحارس الألماني جاء لتعويض رحيل نجمي حراسة الفريق لعشر سنوات فيكتور فالديز وبديله خوزيه مانويل بينتو، علما بأن البارسا استقدم قبل منه العملاق التشيلي كلاوديو برافو من ريال سوسيداد.
بداية شتيجن مع البارسا كانت غريبة، فالحارس الشاب كان ضمن فريق ثلاثية 2015 الذي أحرز ألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ولكنه لم يشارك في أي لقاء بالدوري.
كان شتيجن هو الحارس البديل لبرافو في الدوري ولكنه لعب جميع المباريات في دوري أبطال أوروبا وكأس الملك.
وأسهمت تصدياته في الكأس ذات الأذنين ودوره الكبير ضد بايرن ميونيخ تحديداً في نصف النهائي في الرفع من مكانته في الفريق لدوره في إحراز اللقب للمرة الأولى والأخيرة منذ عهد جوسيب جوارديولا في كامب نو.
في الموسم التالي، تكرر الأمر نفسه، ولكنه شارك في 7 مباريات في الدوري ولكنه بعدها تحول للحارس الأساسي في البطولات كافة.
وشارك حارس ألمانيا في 36 مباراة في موسم 2017/2016 ثم 37 في الموسم الذي تلاه، ثم 35 في الموسم الماضي، وأخيراً هذا الموسم شارك في 26 لقاء بالدوري قبل التوقف.
الحارس الشاب الألماني أسهم بتصدياته الخارقة في أن يتلقى مدرب ألمانيا يواخيم لوف انتقادات حادة لعدم ضمه لصفوف الفريق الألماني والاعتماد الدائم على مانويل نوير.
شتيجن ونوير
لم يخف شتيجن رغبته في أن يصبح الحارس الأساسي لمنتخب ألمانيا وهو المركز الذي لم يقدر على الوصول إليه في أفضل فتراته مع برشلونة.
ورغم انضمامه للمنتخب الأول لأول مرة في 2012، فإنه خرج من القائمة النهائية لكأس أمم أوروبا في تلك السنة.
وبعدها انضم في قائمة يورو 2016، ولكنه كان لا يزال الحارس الثاني في البارسا، ولكن مع تألقه في كامب نو وإصابة مانويل نوير لفترة طويلة قبل كأس العالم 2018 كان من المتوقع دخوله أساسياً في المونديال.
غير أن ذلك لم يحدث وفضل عليه المدرب يواخيم لوف، نوير الذي كان غائباً عن الملاعب منذ 6 أشهر.
والغريب أنه رغم إخفاقات نوير في كأس العالم في عدة مشاهد لا يزال لوف يعتمد عليه كحارس أساسي.
وقبل تأجيل كأس أمم أوروبا 2020 أكد لوف أن نوير سيكون الحارس الأساسي لألمانيا في كأس الأمم، ولكن هذا لم يمنع شتيجن مطلقاً من التأكيد على رغبته في أن يصبح الحارس الأول لمنتخب بلده.