تير شتيغن.. حارس يؤرق جماهير برشلونة
بالتأكيد لا يزال الألماني تير شتيغن الحارس المفضل لبرشلونة الإسباني حتى الآن، ولكن كيف انقلبت الجماهير عليه؟
يعد الألماني أحد أفضل الحراس في العالم قبل سنوات قليلة، وحقق العديد من البطولات مع العملاق الكتالوني، ولكن كيف سقط سريعا في هاوية الفشل؟
بدأ تير شتيغن مسيرته مع برشلونة في 2014، وسرعان ما تصدر المشهد في عام 2015 عندما حقق لقب دوري أبطال أوروبا، ولعل مشهد تصديه الرائع لكرة بن عطية لاعب بايرن ميونخ في مباراة نصف نهائي البطولة، جعلت برشلونة يتأهل إلى النهائي.
وسرعان ما سحب البساط من الحارس الأساسي السابق كلاوديو برافو، واستمرا حتى يومنا هذا حارس برشلونة الأول دون منازع.
تير شتيغن أو "الأخطبوط" كما تسميه الجماهير، تميز كثيرا في طريقة تصديه للتسديدات والكرات الهوائية، ولكن كان دائما يعاني من الكرات الأرضية في بعض الأحيان.
تارة يظهر إمكانياته الخارقة، وتارة تختفي ويتسبب باستقبال أهداف سهلة في مرماه، الأمر الذي حير جمهور العملاق الكتالوني.
ولعل وجود ليونيل ميسي أسطورة النادي آنذاك، أخفى عيوب الحارس الألماني كثيرا، لاسيما وأن الأرجنتيني كان يحسم معظم المباريات لوحده حتى لو تصعّبت الأمور وكان شتيغن ليس في يومه.
ولكن يبدو منذ رحيل ميسي عن النادي في عام 2021، بدأت تظهر عيوب الألماني أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
غياب وقت الحسم
شتيغن تألق كثيرا مع برشلونة في الدوري الإسباني، تصدى للتسديدات الخطيرة والحاسمة، وضربات الجزاء في مباريات كأس الملك الإسباني.
ولكن جماهير برشلونة لا ترى ذلك كافيا، خاصة عندما يشارك في مباريات دوري أبطال أوروبا.
يبدأ الشعور بالخوف والقلق يسيطران على مشاعر الجماهير في كتالونيا، حيث ينخفض مستوى الحارس الألماني بشكل غريب في مواجهة فرق أوروبا الكبرى.
هذا الأمر تكرر كثيرا في مواجهات حاسمة أمام عمالقة أوروبا، ولعل أبرزها كانت ضد بايرن ميونخ، في دوري مجموعات نسخة 2021، عندما استقبل تسديدة من منتصف الملعب تقريبا من الألماني ليروي ساني، لم يتعامل معها بالشكل الصحيح.
ومرة أخرى أمام بايرن ميونخ في 2020 بدور ربع نهائي البطولة، عندما استقبل 8 أهداف، لا يتحمل مسؤوليتها بنسبة كبيرة، ولكن كان بالإمكان التصدي لهدفين على الأقل، لاسيما التي كانت هوائية وهو ما يتميز فيه الألماني عادة،
وبالعودة إلى إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 أمام ليفربول في الأنفيلد، حقق الريدز ريمونتادا تاريخية لا تنسى، ولكن بالعودة إلى لقطة الهدف الرابع والحاسم في المباراة، استغل الإنجليزي ألكسندر أرنولد ارتباك دفاع برشلونة وتير شيتغن الذي لم يوجه المدافعين في الركلة الركنية، ليلعبها الإنجليزي سريعا إلى زميله ديفوك أوريجي مسجلا الهداف الرابع.
هذا الأمر أدخل الشك في نفوس الجماهير الكتالونية وبدأت تتسائل هل يستحق شتيغن مركزا أساسيا؟
غيابه الكبير في المواجهات الحاسمة، كبّدت برشلونة خسائر وكوارث في جوانب رياضية واقتصادية، لم يتسبب بها الحارس الألماني فقط، ولكن شارك بنسبة كبيرة إلى جانب لاعبين آخرين.
لماذا لا يتخلى برشلونة عن تير شتيغن؟
يتميز الحارس الألماني باللعب بالقدمين، من خلال كسر خطوط الضغط للمنافسين وتمرير الكرات للاعب الحر دائما.
وهذا الأمر يساعد المدربين واللاعبين من الخروج دائما من الضغط، ولا تتوفر هذه الصفات كثيرا في الحراس الحاليين.
وهو ما يفسر تمسّك إدارة برشلونة بالحارس الألماني، وعدم الالتفات لخيارات أخرى.
ولكن هل يعيد تير شتيغن الثقة لجماهير برشلونة مجددا هذا الموسم؟
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز